المونسنيور‏ ‏فيليب‏ ‏نجم‏ ‏المدبر‏ ‏البطريركي‏ ‏للكلدان‏ ‏في‏ ‏مصر‏:‏ مسيحيو العراق فريسة لتناحر القوى

Share this Entry

بقلم ماري السمين

روما، الثلاثاء 9 نوفمبر 2010 (zenit.org). – قال المونسنيور‏ ‏فيليب‏ ‏نجم‏ ‏المدبر‏ ‏البطريركي‏ ‏للكلدان‏ ‏في‏ ‏مصر:” منذ‏ ‏الدخول الأمريكي إلى العراق عام 2003 ، والبلاد في حالة من الغليان الداخلي وتناحر القوى، وكالعادة‏ ‏في‏ ‏أغلب‏ ‏البلدان‏ ‏العربية‏ ‏فإن‏ ‏الشعب‏ ‏المسيحي‏ ‏يمثل‏ ‏الأقلية‏, ‏حوالي‏ 3%‏ ‏من‏ ‏سكان‏ ‏البلاد‏ ‏البالغ‏ ‏عددهم‏ 27 ‏مليونا‏ ‏غالبيتهم‏ ‏العظمي‏ ‏مسلمون‏ ‏وطالتهم‏ ‏يد‏ ‏الإرهاب‏ ‏عندما‏ ‏بدأت‏ ‏سلسلة‏ ‏من‏ ‏تفجيرات‏ ‏الكنائس‏ ‏عام‏2004, ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏موجة‏ ‏خطف‏ ‏وقتل‏ ‏لمجموعة‏ ‏من‏ ‏الأساقفة‏ ‏والقساوسة‏ ‏والشمامسة‏ ‏وعلي‏ ‏رأسهم‏ ‏المطران‏ ‏بولص‏ ‏فرج‏ ‏رحو‏ ‏أحد‏ رئيس أساقفة الموصل ‏ ‏حيث‏ ‏اخطتف‏ ‏وقتل‏ ‏مع‏ ‏ثلاثة‏ ‏من‏ ‏مساعديه‏ ‏الشمامسة‏.‏”

 وعن أحوال المسيحيون قبل وبعد الدخول الأمريكي إلى العراق قال المونسنيور نجم:” ما يقوله الواقع الآن أن العراق سابقاً كانت أفضل حالاً بكثير حيث كانت‏ ‏روح‏ ‏الوحدة‏ ‏الوطنية‏ ‏هي‏ ‏السائدة‏ ‏بين‏ ‏كل‏ ‏الطوائف‏, ‏المسيحية‏-‏وهي‏ ‏متعددة‏ ‏مثل‏ ‏الأرمنية‏, ‏الكاثوليكية‏, ‏المارونية‏ ‏والقبطية‏ ‏ولكن‏ ‏أغلبها‏ ‏كلدانية‏ ‏كاثوليكية‏- ‏والإسلامية‏, ‏ولم‏ ‏يوجد‏ ‏فرق‏ ‏بين‏ ‏سني‏ ‏وشيعي‏, ‏أو‏ ‏كاثوليكي‏ ‏وأرثوذكسي‏ ‏فالكل‏ ‏كان‏ ‏يعمل‏ ‏لمصلحة‏ ‏واحدة‏ ‏هي‏ ‏العراق‏, ‏ومع‏ ‏الافتراض‏ ‏أو‏ ‏التسليم‏ ‏بأن‏ ‏النظام‏ ‏السابق‏ ‏ديكتاتوري‏ ‏لكنه‏ ‏فرض‏ ‏الوحدة‏ ‏الوطنية‏…‏أليس‏ ‏ذلك‏ ‏جيدا‏ ‏وفي‏ ‏مصلحة‏ ‏البلد؟‏!”

‏”أما‏ ‏الآن‏ – ‏وكما‏ ‏ترون‏ ‏الحال‏ – ‏فالعراق‏ ‏ممزق‏, ‏ومليء‏ ‏بالعنصرية‏ ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏حصدته‏ ‏مؤتمرات‏ ‏المعارضة‏, ‏التي‏ ‏وضعت‏ ‏بذرة‏ ‏الفتنة‏ ‏حتى‏ ‏قبل‏ ‏الغزو‏ ‏الأمريكي‏, ‏بعيدا‏ ‏عن‏ ‏أعين‏ ‏الإعلام‏ ‏وأجهزة‏ ‏الدولة‏, ‏والتي‏ ‏كانت‏ ‏أهدافها‏ ‏تقسيم‏ ‏العراق‏ ‏إلي‏ ‏طوائف‏ ‏منفصلة‏, ‏وذلك‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏لجان‏ ‏تشكلت‏ ‏من‏ ‏فردين‏ ‏أو‏ ‏ثلاثة‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏طائفة‏: ‏السنية‏, ‏الشيعية‏, ‏التركمانية‏, ‏الأكراد‏, ‏وغيرها‏ ‏والمسيحية‏ ‏أيضا‏ ‏بكل‏ ‏طوائفها‏ ‏مثلها‏ ‏شخص‏ ‏واحد‏ ‏فقط‏ ‏لا‏ ‏ينتمي‏ ‏لطائفة‏ ‏الكلدان‏, ‏ومع‏ ‏دخول‏ ‏قوات‏ ‏الاحتلال‏ ‏سلمت‏ ‏بعضا‏ ‏من‏ ‏زمام‏ ‏الأمور‏ ‏لتلك‏ ‏اللجان‏ ‏العنصرية‏ ‏ومن‏ ‏هنا‏ ‏بدأت‏ ‏الطائفية‏ ‏وحالة‏ ‏الفوضي‏, ‏ولكن‏ ‏نحن‏ ‏كطائفة‏ ‏كلدانية‏ ‏كاثوليكية‏ ‏لم‏ ‏نشترك‏ ‏في‏ ‏مثل‏ ‏تلك‏ ‏المؤتمرات‏ ‏لأننا‏ ‏ليس‏ ‏لنا‏ ‏تدخل‏ ‏في‏ ‏سياسة‏ ‏البلد‏ ‏الحزبية‏ ‏المعارضة‏, ‏إنما‏ ‏نعني‏ ‏أكثر‏ ‏بالسياسة‏ ‏الوطنية‏.‏”

 ورداً عن عمليا التطهير الديني لمسيحيي العراق أوضح ‏المدبر‏ ‏البطريركي‏ ‏للكلدان‏ ‏في‏ ‏مصر قائلاً:” لقد ‏تفجرت‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ 20‏ كنيسة‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏الطوائف‏, ‏ففي‏ ‏عام‏2004 ‏تعرضت‏ ‏الكنائس‏ ‏في‏ ‏الموصل‏ ‏إلي‏ ‏موجة‏ ‏من‏ ‏التفجيرات‏ ‏طالت‏ ‏عددا‏ ‏منها‏, ‏حيث‏ ‏انفجرت‏ ‏سيارة‏ ‏مليئة‏ ‏بالمتفجرات‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏كنيسة‏ ‏مار‏ ‏بولس‏ ‏الواقعة‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏حي‏ ‏المهندسين‏, ‏في‏ ‏الأول‏ ‏من‏ ‏أغسطس‏ ‏عام‏2004, ‏وأسفر‏ ‏انفجارها‏ ‏عن‏ ‏مقتل‏ ‏شخصين‏ ‏وإصابة‏ ‏آخرين‏ ‏بجروح‏.‏ وقام‏ ‏عشرات‏ ‏المسلحين‏ ‏بالهجوم‏ ‏علي‏ ‏مطرانية‏ ‏الموصل‏, ‏وأخرجوا‏ ‏رجال‏ ‏الدين‏ ‏والمصلين‏ ‏منها‏ ‏وزرعوا‏ ‏المتفجرات‏ ‏داخل‏ ‏مبني‏ ‏المطرانية‏ ‏وقاموا‏ ‏بتفجيرها‏, ‏ونشب‏ ‏حريق‏ ‏داخلها‏. ‏ومنع‏ ‏المسلحون‏ ‏سيارات‏ ‏الإطفاء‏ ‏من‏ ‏التوجه‏ ‏إلى‏ ‏مكان‏ ‏الحادث‏ ‏وإطفاء‏ ‏النيران‏. ‏وعثرت‏ ‏قوات‏ ‏الشرطة‏ ‏في‏ ‏أكتوبر‏2006, ‏على ‏جثة‏ ‏رجل‏ ‏دين‏ ‏مسيحي‏ ‏مقطوع‏ ‏الرأس‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏حي‏ ‏المحاربين‏ ‏شمال‏ ‏شرق‏ ‏مدينة‏ ‏الموصل‏, ‏وتم‏ ‏التعرف‏ ‏إليه‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏ملابسه‏ ‏التي‏ ‏بينت‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏رجال‏ ‏الدين‏ ‏المسيحي‏…‏وفي‏ ‏عام‏ 2009 ‏تعرضت‏ ‏ست‏ ‏كنائس‏ ‏بالعاصمة‏ ‏العراقية‏ ‏بغداد‏, ‏إلى‏ ‏سلسلة‏ ‏تفجيرات‏ ‏أسفرت‏ ‏عن‏ ‏سقوط‏ ‏أربعة‏ ‏قتلى‏ ‏علي‏ ‏الأقل‏ ‏وأكثر‏ ‏من‏ 32 ‏جريحا‏, وها هي مذبحة كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد… وماذا بعد؟! ‏وقد‏ ‏تسود‏ ‏بعض‏ ‏فترات‏ ‏الهدوء‏ ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏بعد‏ ‏كل‏ ‏فترة‏ ‏هدوء‏ ‏تعود‏ ‏الضربات‏ ‏أقوي‏ ‏من‏ ‏ذي‏ ‏قبل‏ ‏ولذلك‏ ‏بدأت‏ ‏حركة‏ ‏الهجرة‏ ‏في‏ ‏الازدياد‏.‏

وفي الختام لم يعد لنا حديث سوى الصلاة إلى الله كي يرفع القسوة من قلوب الفاعلين والمحرضين ويقوى حملانه وسط هؤلاء.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير