زيارة البطريرك الراعوية إلى الولايات المتحدة الاميركية_اليوم الثاني

وصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى ولاية ميسوري، المحطة الثانية في جولته الأميركية، وكان في استقباله في مدينة سان لويس راعي أبرشية مار مارون المطران روبرت شاهين وكهنة الأبرشية.

Share this Entry

       ويوم الثلاثاء زار غبطته كاتدرائية القديس لويس التي امتد بناؤها على مدى ثمانين عاماً وهي تتميّز بالجدران الفسيفسائية. وفي الكاتدرائية كانت كلمة للبطريرك الراعي كشف فيها عن علاقة تاريخية كانت تربط الملك الفرنسي القديس لويس التاسع بالموارنة، مشيراً إلى أنّ فرنسا ما زالت تحافظ على هذه العلاقة التي تعود إلى العام 1200. وبسبب التعاون الوثيق من قبل الموارنة الذين حافظوا على اتحادهم بكنيسة روما وعلى اخلاصهم لإيمانهم الكاثوليكي وللفرنسيين الذين استُقبلوا بحفاوة عندما مروا في لبنان، أصدر الملك وثيقة شهيرة تعتبر الموارنة بمثابة مواطنين فرنسيين موجودين في جبل لبنان. وعلى هذا الأساس نشأت العلاقة بين فرنسا والموارنة الممثلين بالبطريركية وقد وُظّفت دائماً في سبيل لبنان. هذه المسيرة الطويلة، أوصلت إلى لبنان الكبير، إلى الدولة المستقلة القائمة بحدّ ذاتها. وعندما زرت فرنسا مؤخراً بدعوة رسمية من الرئيس ساركوزي أكّدنا على هذه العلاقة التاريخية وهذا ليس بجديد. ولذا، عندما ينتخب البطريرك الماروني يوجّه الرئيس الفرنسي رسالة تهنئة ودعوة رسمية لزيارة فرنسا. ولا تزال فرنسا تحافظ على هذا التقليد. وإني أجدد شكري وتقديري للرئيس ساركوزي ولكل من التقيناهم، وقد كان لتلك اللقاءات عمق تاريخي عبّروا خلالها عن اهتمامهم بكل القضايا التي تخصّ لبنان والشرق، وخصوصاً المسيحيين لانهم حملوا إلى الشرق، القيم الديمقراطية والانفتاح والحريات العامة وحقوق الإنسان، وكل هذا من الثقافة الفرنكوفونية التي حافظ عليها الموارنة.

الفرنسيون مخلصون في هذا الموضوع ولهذا يستقبلون البطريرك الماروني بكثير من الحفاوة والإكرام. وتابع البطريرك الراعي: صحيح القول أنّ فرنسا هي “الأم الحنون”، ولكن لهذا الكلام التعبيري أبعاد ثقافية كبرى، ولا ننسى أنّ لبنان أدخل الفرانكوفونية إلى كل العالم العربي، وفرنسا تعلم جيداً أنّ لبنان هو بابها إلى الشرق. والفرانكوفونية في لبنان ليست لغة إنما حضارة الديمقراطية الفرنسية والحريات العامة وحقوق الإنسان والمساواة والأخوة بين البشر. ففرنسا تقدّر أنّ لبنان لعب هذا الدور الكبير – ونتمنى أن نحافظ عليه – وقد برهنت فرنسا دائماً أنّها تقف إلى جانب لبنان في كل قضاياه.

ورداً على سؤال حول ما أثير في الإعلام من كلام شوّه حقيقة زيارته إلى فرنسا، وعن ماهية الحقيقة التي يجب أن يعلم بها اللبنانيون، أجاب البطريرك الراعي: قلت في حينه أنّ اجتزاءً حصل لكلام من إطاره العام، ويكفي أنّ سفير لبنان في باريس الذي حضر كل الاجتماعات قدّم تقريراً للدولة اللبنانية، ما يعني بالتالي أنّ ما قاله رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس الحكومة يرتكز على هذا التقرير الرسمي. وعندما أصدرت السفارة الفرنسية تقريراً رسمياً بالموضوع تبيّن أنّ كل الأمور كانت لعبة إعلام، والبعض ينتظر لإشعال النيران. كلامنا واضح تكفي مراجعة موقف الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي وموقف السفارة الفرنسية الرسمي. أنا آسف، تابع غبطته، أن تكون التصاريح قد شوّهت في لبنان تلك الزيارة الرفيعة المستوى التي أبدى فيها الفرنسيون اهتماماً لموقف البطريرك لأنهم يعلمون من هو البطريرك الماروني ويستطيعون أخذ الحقيقة الحرّة والشجاعة والموضوعية منه.

وأضاف غبطته: ما قلناه في فرنسا واضح ومعروف ولن نعود إليه، لقد طوينا الصفحة، لكن آسف أنهم في لبنان يتعلّقون بكلمات ويبنون مواقف عليها.

وسُئل غبطته عما ورد في بعض الصحف ومفاده أنّ غبطته أثار في خلال المحادثات موضوع الخوف على الموارنة، أجاب: هذا الكلام هو عار عن الصحة جملة وتفصيلاً. فلا يجوز أن يمتهن بعض الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، الكذب. لا حقيقة لأي كلام من هذا النوع. مؤسف أنّ البعض يدفع المال لهؤلاء لكي يكذبوا. فالحقيقة لا تموت، أنا حامل قضية وأعرف تماماً ماذا قلت وما هي معانيه. ولكن أتمنى أن يكون اللبنانيون جدّيين أكثر لأنه لا يمكن أن نتابع حياتنا بسطحيات “وعنتريات” ولا يكون عندنا حقيقة. فالناس يعيشون على الحقيقة وليس على الكذب. ويجب ألاّ ننسى أنّ لدينا قيم ويجب المحافظة عليها.

إلى ذلك ترأس البطريرك الراعي اجتماعاً تحضيرياً للقاء مطارنة القارة الأميركية الذي يبدأ أعماله صباح الأربعاء ويستمر حتى مساء الجمعة حيث يحتفل البطريرك الراعي اختتاماً بالذبيحة الإلهية التي يسبقها لقاء مع أبناء الأبرشية.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير