روما، الخميس 16 فبراير 2012 (ZENIT.org). – أكّد الكاردينال غروشولفسكي رئيس مجمع التربية الكاثوليكية أنّ تنشئة الكهنة تتصدّر أولويات التنشئة بالنسبة إلى الكنيسة. وقد أجاب الكاردينال البولندي على الأسئلة التي وجهتها إليه وكالة زينيت في خلال أسبوع العمل المخصص للقائمين على تنشئة الإكليريكيين وعنوانه “الإكليروس في إدارة الحلقات الدراسية”، والذي تمّ تنظيمه من 6 إلى 10 فبراير 2012 بجامعة الصليب المقدس الحبرية في روما.
زينيت- نيافة الكاردينال، ما الرسالة التي نقلتَها إلى المشاركين في أسبوع الدراسة هذا؟
الكاردينال غروشولفسكي- نقلت إليهم الرسالة التي تقول إنّ من بين جميع أنواع التنشئة، تولي الكنيسة الاهتمام الأكبر إلى تنشئة الكهنة. فعلى هؤلاء تقوم رسالة العلمانيين الذين يتلقون إرشادهم من الكهنة، بالإضافة إلى عيش الحياة المكرسة. فالأب الروحي لرجال الدين والمكرّسين يكون دائماً من الكهنة. وبشكل عام، يعتمد مستقبل الكنيسة والرسالة اعتماداً كبيراً على نوعية الإكليروس في الكنيسة.
هل تشهد الكنيسة اليوم انخفاضاً في عدد الدعوات؟ وهل يحتاج اختيار الحياة الكهنوتية تصميماً كبيراً؟
إذا نظرنا إلى الكنيسة كاملة، نرى أن عدد الدعوات لم ينخفض، بل على العكس، فالأرقام آخذة بالارتفاع، ولا سيما في إفريقيا وآسيا. فعلى سبيل المثال، يبلغ عدد الكاثوليك في تايلاند 300 ألفاً، أي إنّهم أقلية. مع ذلك، تستقبل كلية اللاهوت الأساسية 220 طالباً كهنوتياً من بينهم 140 أبرشياً والباقين من الرهبان. والأمر سيان بالنسبة إلى أميركا اللاتينية، مع تفاوت في النسب بين بلد وآخر. وحتى في أوروبا، نشهد أمثلة من هذا القبيل. ففي رومانيا التي يشكل فيها الكاثوليك 7% فقط من السكان، بلغ عدد طلاب العام الماضي في كلية اللاهوت 140 طالباً لأبرشية تضمّ 220 ألف كاثوليكي.
هل صحيح أنّ جوهر التنشئة الدائم هو القداسة؟
بكل تأكيد. القداسة هي جوهر كل تنشئة روحية لأن كلاً من التنشئة الإنسانية والفكرية والرعوية تعتمد عليها. فبالنسبة إلينا، الجانب الروحي هو جوهر التنشئة الكهنوتية. لنأخذ مثال جان-ماري فياني الذي عاش في زمن الاضطهاد الذي قُتل في خلاله عدد كبير من الكهنة. كان الجميع يقول: “ليس باليد حيلة”. وبرغم ذلك أنشأ، ومن دون أي إعداد خاص مركزاً روحياً ضمن رعية صغيرة، وكان الناس يتوافدون من جميع أنحاء فرنسا للاستماع إلى هذا الكاهن. هو، الكاهن البسيط قام بما لا يستطيع 100 كاهن فعله. ما العمل الاستثنائي الذي فعله؟ لقد كان ببساطة “كاهناً حقيقياً” أدرك وبفضل اتحاده بالمسيح واجبة ككاهن.
والبابا على ما يبدو قلق حيال تنشئة الكهنة؟
من المثير للإعجاب الدعوات الحثيثة والمتكررة التي يدعو فيها البابا بندكتس السادس عشر الكهنة إلى عيش حياة القداسة. وإني أعتبر ذلك استثائياً بالفعل. فكل يوم، نرى البابا أينما كان يتحدّث عن الإكليريكيين والكهنة، وهذا أمر بالغ الأهمية. فهو يدرك جيداً أنّ الأمر يعتمد اعتماداً أساسياً علينا نحن الكهنة. وقد بات اليوم أصعب من أي وقت مضى أن يكون الإنسان كاهناً حقيقياً، من هنا أهمية التجذر في الصلاة وفي الروحانية والاتحاد بالمسيح.
* * *
نقلته من الفرنسية إلى العربية كريستل روحانا – وكالة زينيت العالمية