تقرير: باسمة السمعان
الأردن، الاثنين 12 مارس 2012 (ZENIT.org). – في اليوم الثاني لزيارته للأردن، وصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي صباح يوم الجمعة إلى منطقة أم الرصاص الأثرية الغنية بكنائسها، وكان في استقباله وزير الصناعة والتجارة سامي قموه، الامين العام لوزارة السياحة عيسى قموه، المدير العام للآثار فارس المحمود، مدير عام الآثار فارس المحمود، مدير آثار محافظة مادبا وهيئة تنشيط السياحة الدينية.
وألقى غبطته كلمة خاصة بالمناسبة وقال: “إن الأردن يتميز بالتنوع والعيش والانفتاح على العائلات العشائرية والروحية وبالكوتا المسيحية”، مشيراً إلى “أن التاريخ الحاضر فيها مبني على الماضي”.
وأضاف “أهنئ الأردن ومديرية الآثار وهيئة التنشيط السياحي على المحافظة وكشف الاثارات القديمة لان الدول إن لم تعش تاريخها لا تستطيع أن تعيش حاضرها”. وتابع احدهم قال “تريد أن تبيد شعباً أنسه تاريخه واكتب له تاريخاً آخر فيجهل الحاضر ويضيع المستقبل”. أهنئ المملكة لأنها تكشف الجذور الأساسية المبنية عليها حضارة اليوم. ومن جهة ثانية فهذه الأرض هي ارض سلامية، ومن هذا الزيتون الذي منحت اسما للمنطقة أم الرصاص المستوحى من نكبة الزيتون فيكون علامة للسلام، وكذلك فان المملكة الأردنية تشكل في كل البيئة العربية نموذجا للعيش الجميل والإصلاحات”.
وتابع البطريرك “الأردن ليست لديها ثقافة الحديد والنار بل لديها ثقافة الحوار والتفاهم”. وختم قائلاً “هذا الوجود المسيحي للقديسين الذين عاشوا على هذه الأرض لم يذهب مع التاريخ وإنما دخل في قلب الشعب الأردني ودخل في قلب الحضارة والثقافة الأردنية، وهويات الشعوب تتكون من حضارة التاريخ”.
وتوجه البطريرك مع وفده المرافق إلى مدينة الفحيص، حيث زار أولاً دار العناية الإنسانية التابع لراهبات الصليب، واستقبله الأساقفة مارون لحام وياسر العيّاش وفاهان طوبليان وكهنة الرعايا اللاتين والروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس، والرئيسة العامة للراهبات الأم ماري مخلوف التي أتت خصيصاً لهذا الحدث، وراهبات الوردية وحشود من المؤمنين . ووصل إلى دار بلدية الفحيص، وألقى رئيسها كلمة ترحيبية، وألقى رئيس البلدية بكر احمد الرحامنة كلمة ترحيبية باسم أبناء المدينة وفعالياتها، وقال “نرحب اليوم بغبطة البطريرك الماروني مار بشار بطرس الراعي صاحب المواقف الرائعة التي تشهد بها كل مسيحيو الشرق”، وأضاف “في الأردن تجمعنا أواصر وقواسم مشتركة نلتقي فيكون الائتلاف بيننا وننبذ كل فرقة واختلاف، فاللحمة بيننا رائعة وهي مضرب الأمثال” .
وأجاب عليها البطريرك الذي ارتدى العباءة الأردنية بكلمة شكر على حفاوة الاستقبال والكلمات الترحيبية الكريمة، ومرّ غبطته على الكنائس الثلاث في مدينة الفحيص: اللاتين والروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس حيث استقبله كهنة الرعايا وحشود كبيرة من المؤمنين.
وعلى هامش الزيارة، أثنى البطريرك في حديث إلى التلفزيون الأردني على دور الأردن “كوطن منفتح بتنوّعه”، مشيراً إلى “أن المسيحيين ساهموا في بناء حضارة هذا البلد الذي حافظ على تاريخ ماضيه وهو يخطط للمستقبل”. وقال: “إن اللافت في المملكة هو هذا التآخي المسيحي الإسلامي الذي هو نموذج في العالم العربي”، مؤكداً “أن الإسلام ثروة روحية ثقافية وحضارية كذلك المسيحية، وهذا من المتبادل، نقتدي به لكي لا نعيش صراع حضارات وديانات، فالديمقراطية الحقيقية تبقى في أن نتقبّل الآخر ونتفاعل معه”.
وبعد ظهر الجمعة التقى غبطته بأبناء الكنيسة المارونية القادمين للقائه من أبرشية حيفا والأراضي المقدسة ثم يلقى في كنيسة مار شربل برنامجه الأسبوعي “التنشئة المسيحية” التي ستبثها قناة نورسات الفضائية.