روما، الجمعة 30 مارس 2012 (ZENIT.org) – صرّح أمين سرّ مؤسسة كاريتاس الدولية أنّها جمعية خيرية تابعة للبابا. تضمّ كاريتاس الدولية 162 مؤسّسة خيرية وطنية لكاريتاس تُعرف في فرنسا بخدمات البعثة الكاثوليكيّة. وهذه المؤسسات هي الّتي تنسّق بين المؤسّسات الخيرية التابعة للأبرشيّة، جامعةً الرعايا والمنظمات على المستوى المحلي. وتلعب مؤسسة كاريتاس الدولية دور عضو مراقب في منظمة الأمم المتّحدة.
يشرح أمين سرّ مؤسسة كاريتاس الدولية ميشال روي في مقابلة خاصّة مع وكالة زينيت عن عمل هذه المؤسسة.
زينيت:- لماذا يُعتبر وجود مؤسسة كاريتاس ضرورياً؟
روي:- غالباً ما يكون غير كافيًاً أن يقدّم الإنسان المساعدة إلى شخص آخر، فوجود المؤسّسة ضروري لأنّنا بحاجة على سبيل المثال إلى إطارٍ منهجيّ على الصعيد الرعويّ. هذا ما يجب أن يحصل أيضاً على صع المستويات العليا. فرسالة الأسقف في أبرشيّة يتعايش فيها الفقراء والأغنياء هي تشجيع المجتمع المسيحي على أن يكون متعاطفاً وقادراً أن يحبّ، كما كانت المجتمعات المسيحيّة قديماً بحسب أعمال الرسل.
وبسبب التفاوت بين الأبرشيات، وتساعد مؤسسة كاريتاس الوطنية هذه الأبرشيات بصفتها جمعية تابعة لمجلس الأساقفة. فمؤسسات كاريتاس الوطنيّة تشكّك مجتمعة مؤسسة كاريتاس الدوليّة، الّتي هي اتّحاد من أعضاء مستقلّين ومتحالفين منذ 61 عاماً حين لم يكن عدد مؤسسات كاريتاس آنذام يتخطّى الـ 27 مؤسسة في أنحاء العالم كافة. تأسّس أوّل فرع لكاريتاس في ألمانيا في أواخر القرن التاسع عشر. في الواقع، إنّ مةسسة كاريتاس الدولية هي كيان تابع للكرسي الرسولي. إنّها الجمعية الخيرية التابعة للبابا. ورأس الكنيسة اليوم هو بندكتس السادس عشر، وأبرشيتنا المرجعية هي “قلب واحد” Cor Unum التي تدعم عملنا.
– على أيّ أساس يتمّ اختيار أعضاء مؤسسة كاريتاس الدولية؟
يتمّ انتخاب الرئيس من قبل الجمعيّة العامة المؤلّفة من 264 عضواً والتي تجتمع مرّة كلّ أربع سنوات. فالرئيس المنتخب يكون دائماً كاهناً أو أسقفاً، ولكن بإمكانه أن يكون علمانيّاً أيضاً، رجلًا كان أم امرأة. أمّا الكرسي الرسولي، فلديه صلاحية الاعتراض على المرشّحين. من جهة أخرى، تقوم الجمعية العامة بانتخاب أمين السر وأمين الصندوق.
– لماذا تُعتبر كاريتاس مؤسسة البابا الخيريّة؟
لدى البابا مؤسسات عديدة ومنها مؤسسة كاريتاس الدوليّة التي تُعتبر مؤسسة متواضعة تضمّ حوالى 30 عضواً تقريباً. إنّنا مؤسّسة البابا الخيريّة، كما أنّ مؤسّسات كاريتاس الوطنيّة هي الجمعيات الخيرية بالنسبة إلى المجالس الأسقفيّة. وتقود أبرشية “قلب واحد” Cor Unum مؤسّستين خيريّتين: مؤسسة Populorum Progressio التي تنشط في أميركا اللاتينيّة وفي الكاراييب، و”مؤسسة يوحنا بولس الثاني من أجل الساحل”. عند حصول البابا على المال من المؤمنين، يقوم باستخدامه في أوجه مختلفة، ومنها مساعدة مؤسسة كاريتاس الدولية في حالات الطوارئ القصوى.
– كيف تعملون فعليّاً؟
في السنة الماضية، مثلًا، استجبنا لـ 30 حالة طارئة قصوى- بقيمة إجمالية تفوق الـ 42 مليون يوروتمّ توزيعها من خلال مؤسسة كاريتاس الوطنيّة بشكل مباشر وغير مباشر. نريد أن يكون تكون استجابتنا ذات مستوى لأنّ الأمر لا ينحصر بالعطاء فحسب، بل بالعطاء بطريقة مسؤولة. نريد أن نُحدث تغييراً متكاملاً على المستوى الإنساني. قيمتنا المضافة تكمن في تسهيل العلاقة بين أعضاء ذوي خبرة على أرض الواقه، والذين يرغبون بتقديم الدعم. لدينا خبراء في مجالات عديدة، كالهجرة، والاتجار البشري بالنّساء، والأطفال الوحيدين والعمال المهاجرين. كما أنّنا جميعاً ملتزمون بقضايا المناخ والأمن الغذائي. يكفي أن نفكّر بمنطقة القرن الإفريقي وإلى ما سوف يحدث في منطقة الساحل. كما أنّنا منخرطون في عملية تعزيز السلام والمصالحة. إنّنا نحمل صوت الكنيسة إلى الأمم المتّحدة، ولا سيّما في شؤون حلّ النزاعات. ونعمل أيضاً في مجال مكافحة الأمراض كالسيدا، والمالاريا، والسل، والأوبئة. أما في ما يتعلق بالسيدا، فأمامنا عمل رعويّ لنقوم به.