الفاتيكان، 1 يناير 2007 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تعليق الأب رانييرو كانتالاميسا، واعظ الدار الحبرية، في عظته الثانية لزمن المجيء على رسالة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة اليوم العالمي للسلام.
رسالة يوم السلام العالمي
لم توضع التطويبات بطريقة متسلسلة منطقية، ما عدا الأولى التي تقدم الأخريات. فيمكن اعتبار التطويبات كل واحدة على حدى، دون المساس بمعناها. لقد دفعتني رسالة البابا ليوم السلام العالمي الى تأجيل الحديث عن الطوبى الثالثة الى مناسبة أخرى، تلك التي تتعلق بالودعاء، لأكرس هذا اللقاء لطوبى فاعلي السلام. من الاهمية أن نتأمل برسالة السلام هذه الموجهة للعالم أجمع وأن تعطي ثماراً في وسطنا وفي قلب الكنيسة.
رسالة السلام هذا العام، تطال كل الحقول، من ذلك الشخصي ووصولاً الى السياسة، الاقتصاد، البيئة، والمنظمات الدولية. حقول مختلفة، ولكنها موحدة بفعل أن لها هدف واحد وهو الشخص البشري، كما يشير عنوان الرسالة: “الشخص البشري، قلب السلام”.
في الرسالة تأكيد اساسي وهو المفتاح لقراءة الكل، يقول:
السلام أيضا هو عطية وواجب. فإذا كان من الصحيح أن للسلام بين الأفراد والشعوب ـ القدرة على العيش الواحد جنب الآخر ونسج علاقات عدل وتضامن ـ يشكل التزاما لا يعرف وقفة، فصحيح أيضا، وربما أكثر بكثير، أن السلام عطية من عند الله. السلام، في الواقع، ميزة للعمل الإلهي الذي يظهر سواء في خلق كون منتظم ومتناغم أم في فداء الإنسانية المحتاجة للتخلص من فوضى الخطيئة. الخلق والفداء يوفران المدخل لفهم معنى وجودنا على الأرض.
تساعد هذه الكلمات على فهم طوبى فاعلي السلام التي، بدورها، تسلط الضوء على هذه الكلمات. اقتراب الميلاد يضفي رونقاً ليتورجياً خاصاً على تأملنا. ليلة الميلاد سنستمع الى النشيد الملائكي: “السلام على الأرض للبشر أحباء الرب”، ومعنى هذا النشيد ليس: “ليكن” سلام وإنما إنه “هو” السلام؛ ليس “تمنيا”ً وإنما “بشرى”. “إن ميلاد الرب – يقول القديس ليون الكبير – هو ميلاد السلام”: Natalis Domini natalis est pacis.