روما، 25 يناير 2007 (zenit.org). - تشرح عالمة النفس جوفانا لوبيا والعالمة والطبيبة النفسانية ليزا تراسفوريني في كتابهما "أريد أمًا وأبًا. الثنائيات المثلية، العائلات الشاذة والتبني" لماذا ليس من المحبذ وليس عادلاً أن يحرم الأطفال من "عائلة طبيعية".

تعمل عالمتا النفس منذ أكثر من عقدين في مجال التبني الدولي وإعداد العائلات التي تقوم بالتبني وبتعهد الأطفال.

تسلط عالمتا النفس الأنظار على أنه يتم الاستماع إلى رغبات الثنائيات المثلية التي ترغب بالتبني، ولكن ما من أحد يصغي إلى صوت الأطفال ليرى إذا كانوا يريدون أن يعيشوا في عائلة من هذا النوع.

الكتاب "أريد أمًا وأبًا. الثنائيات المثلية، العائلات الشاذة والتبني" هو ثمرة التنسيق بين مكتبة المنشورات "أنقورا" (Ancora) ومؤسسة أصدقاء الأطفال (“Amici dei Bambini” www.aibi.it) التي تعمل منذ سنوات في مجال التعهد والتبني العالمي والمساندة عن بعد.

تزامنًا مع السماح بالتبني الأطفال للثنائيات المثلية في اسبانيا، تحدثت جوفانا لوبيا لزينيت قائلة:

"يجب تركيز الأنظار باستمرار على مركزية الطفل: نحن ننطلق من الاعتبار بأن القاصر اليتيم أو الذي تخلى عنه والداه إنما هو فرد لم يتمتع بحق الاختيار – فهو لم يختر أن يولد كما لم يختر أن يُهجر – ولكن رغم كل ذلك يتوجب أن نؤمّن له حقًا أساسيًا: الحق بأن ينمو في عائلة "طبيعية"، أي مكونة بحسب الطبيعة من أب وأم".

وتضيف عالمة النفس قائلة: "يساعدنا تحليل الفيلسوف واللاهوتي الفرنسي كزافييه لاكروا على فهم معنى "الطبيعية": يقول الفيلسوف أنه فوق كل شيء هناك الاختلاف، واختلاف الرجل عن المرأة هو ما يكوّن طبيعية الثنائي".

وقد أكدت عالمة النفس جوفانا لوبيا أن "الأطفال أنفسهم يطلبون حلاً "طبيعيًا" يهدف إلى إعادة تركيب الثلاثي الأصلي (أب - أم – طفل).

ثم أضافت: "إن عنوان كتابنا "أريد أمًا وأبًا" يهدف إلى إسماع صرخة الأطفال الذين عاشوا الهجر: فرغم كل الصدمات التي عاشوها، يظهر هؤلاء الأطفال موارد إنسانية رائعة وشوقاً كبيراً كي يحِبوا ويحَبوا بالمقابل من عائلة مؤلفة من أم وأب".

ثم أوضحت لوبيا قائلة: "بانطلاقنا من مركزية الطفل، لا يمكن أن يكون موقفنا منفتحًا على أشكال عائلية في العائلات التي تتبنى الأطفال مغايرة عن عائلة سليمة مكونة من أب وأم يقبلان في حضن عائلتهما ولدًا قاصرًا أو أكثر ويؤمنان بذلك المرجعية السوية لنمو الأولاد".

وبالحديث عن التبني قالت عالمة النفس: "إن واجب العائلات التي تقوم بالتبني هو المساهمة في خروج الطفل من صدمة الهجر، وإلى تخطي عيشة المركز الذي عاش فيه بعد أن بقي دون عائلته الأصلية من خلال تعويض النقص العاطفي والحسي. هذه المهمة التعويضية هي غاية في الأهمية وتحتاج إلى ركائز لا يمكن تجاهلها".

أما ليزا تراسفوريني فقد تحدثت الى زينيت عن حقوق الأولاد التي تنص عليها الشرعة الدولية لحقوق الطفل.

وقالت الطبيبة النفسية تراسفوريني: "أعتقد أنه من المهم أن نكرر أن دراستنا انطلقت من خبرة مؤسسة "أصدقاء الأطفال" التي ترافق منذ أكثر من عقدين العائلات التي قامت بالتبني والأولاد الذين وجدوا عائلة بعض أن عاشوا في المؤسسة".

"فخبرة المرافقة هذه بالذات تسمح لنا أن نصرح بحزم أن حق الوالدية ليس حقًا أساسيًا عندما يتعلق الأمر بالتبني. بينما، في هذا الصدد، يشكل حق البنوة حقًا أساسيًا للملايين من الأطفال الذين ولدوا في حضن تاريخ من العنف والخيانة والهجر".

وشددت الطبيبة النفسية قائلة: "إن نمو هؤلاء الأطفال في خطر إذا ما لم تتوفر لهم بيئة عائلية طبيعية مكونة من شخصين أساسيين هما الأم والأب".

ثم أظهرت الطبيبة النفسية بأنه غالبًا ما يُنظر إلى عمليات التبني من المنظار القانوني ويُنسى أن العنصر الأهم هو العنصر العاطفي، أي "انطلاقة وانفتاح العواطف".

وقد قامت مكتبة المنشوران "أنقورا" بافتتاح مجموعة كتب تحمل اسم مؤسسة "أصدقاء الأطفال" وقد صدر في نوفمبر المنصرم كتاب بعنوان: "الدمية لم تعد وحيدة الآن – التحدث عن التبني إلى الأطفال".