الموصل، 6 يناير 2007 (zenit.org). – في ظل الظروف التي يمر بها العراق، ورغبة بإظهار ما تعيشه الجماعة المسيحية في هذا البلد، أجرت وكالة زينيت لقاء مع سيادة المطران بولس فرج رحّو، راعي أبرشية الموصل للكلدان، دار فيه الحوار حول بعض المحاور والنقاط الحساسة في الأوضاع الراهنة.
بدأنا الحوار بسؤال الأسقف عن موضوع التماس قداسة البابا بندكتس السادس عشر لدول الجوار (سوريا والأردن) حول “مساعدة العائلات العراقية المهجرة واحتوائها في هذا الظرف الصعب الذي يمر به بلدها العراق” فأجابنا قائلاً: “اطلعنا على هذا الطلب الذي قدمه الحبر الأعظم، ولكن ليست لدينا أدنى فكرة في الوقت الحالي عن مدى تجاوب هذه الدول مع هذا الطلب أو معرفة رد فعلها حياله، نتمنى أن تكون هناك استجابة لهذا النداء.
وبغية إبراز الحالة التي وصلت إليها الجماعة المسيحية، سألنا سيادته عن احتفالات الكنيسة في الموصل، بقداديس عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، فكان جوابه متفائلاً إلى حد ما، رغم اعترافه بأن الاحتفال بالعيد هذا العام لم يكن بمستوى الاحتفالات التي جرت في الأعوام السابقة، بسبب هجرة الكثير من العائلات المسيحية خارج البلاد وتدفق العائلات الباقية إلى المناطق الآمنة في الشمال. لكن الحضور والمشاركة بقداس العيد أيضا، كاناجيدين إلى حد ما هذا العام، رغم تفاقم أزمة الوضع الأمني، وهذا يدل على تمسك المؤمنين بمواعيد الاحتفال بطقوس وقداديس العيد، فكان الحضور مفرحا ومشجعا على عكس المتوقع، وهذا بحد ذاته يعتبر تحديا.
وأردف المطران رحّو قائلا “لمزيد من التحدي وتذليلاً للتفرقة الدينية والطائفية، قمنا يوم 28 ديسمبر الماضي، بإقامة احتفال مدرسي شمل جميع التلاميذ، من كافة الطوائف والأديان، بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الجديدة، والتي تتزامن هذه السنة مع عيد الأضحى المبارك، الأمر الذي يتكرر كل 20 سنة تقريباً، وقد جرى أثناء الحفل توزيع الهدايا على جميع التلاميذ، فضلاً عن الهيئة التعليمية.
أما سؤالنا الثالث فقد كان بشأن توقعاته المستقبلية بما يخص عودة قريبة للسلام، فأجاب رحّو: ” هنالك بالتأكيد نوع من الإحباط تجاه موضوع إحلال السلام في الوقت الراهن، حيث أن كل الظروف المحيطة لا تبشر بخير، إلا إننا كمؤمنين، نبقى متمسكين بكلمة الله التي فيها الحياة، وهي التي تفتح لنا دائما أبواب الرجاء، حسب قول الإنجيل المقدس “مَن يصبر إلى المنتهى يخلص”. وهكذا فإن كلمة الله هي التي ستنتصر في النهاية.
وفي إطار التطورات الأخيرة التي تسود العراق، سألنا سيادته عن رأيه في حدث إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، فأجاب مشيداً بموقف الفاتيكان في قضية استهجان حدث الإعدام واعتباره فاجعة، وعقب قائلاً: “نحن أيضا فرحنا بموقف الفاتيكان إزاء هذا الموضوع، الذي شكل رعباً وإحباطاً لدى شعبنا، الذي ما برح يدرك أن موضوع إحلال السلام، بات بعيد المنال، على الأقل في الفترة المقبلة والقريبة من هذا الحدث، والذي يرفضه المسيحيون (أي حدث الإعدام الذي تم بشكل سريع خصوصاً وإننا نمر بفترة أعياد). وأضاف بأن “طريقة إعدام صدام وسط هذه الظروف، اجتذبت عطف الكثيرين، حتى من قبل الناس الذين لم يكونوا يحبونه، ونحن كمسيحيين، نقف دائماً ضد حكم الإعدام، بغض النظر عن هويّة المذنب، لأن الله وحده هو مانح الحياة وهو المسؤول عن أخذها