الفاتيكان، 10 يناير 2007 (ZENIT.org). – تحدث الأب الأقدس بندكتس السادس عشر في معرض كلامه عن شخصية القديس اسطفانس أول الشهداء عن قيمة الصليب في حياة المسيحي والكنيسة.
وقال البابا: “ينقل لنا لوقا الخطاب الأخير للقديس كخلاصة لوعظه. وكما أظهر يسوع لتلاميذ عماوس أن العهد القديم بأسره يتحدث عنه، وعن صليبه وقيامته، كذلك القديس اسطفانس، تبعًا لتعليم يسوع، يقرأ العهد القديم على ضوء الكريستولوجيا”.
وأضاف البابا: “يبرهن اسطفانس بكلامه أن سر الصليب هو في صلب تاريخ الخلاص الذي يخبره العهد القديم، ويبين أن يسوع، المصلوب والقائم، هو حقًا نقطة وصول كل ذلك التاريخ”.
وبالتالي، تُظهر لنا نظرة اسطفانس “أن عبادة الهيكل قد انتهت وأن يسوع القائم هو “الهيكل” الجديد والحقيقي”.
وأضاف البابا: “أدى باسطافنس قوله “لا” للهيكل إلى الحكم عليه الذي، في تلك اللحظة – كما يخبرنا لوقا – حدق في السماء ورأى مجد الله ويسوع جالسًا عن يمينه”.
“وبرؤيته السماء والله ويسوع، قال القديس اسطفانس: “ها أنا أتأمل السماء مفتوحة وابن الإنسان جالسًا عن يمين الله” (رسل 7، 56)”.
وقال البابا أيضًا: “يخبرنا القديس اسطفانس بالأخص عن المسيح المصلوب والقائم كمركز التاريخ ومركز حياتنا نفسها. يمكننا أن نفهم أن الصليب يبقى دومًا مركزيًا في حياة الكنيسة وفي في حياتنا الشخصية أيضًا”.
وصرح الأب الأقدس: “في تاريخ الكنيسة لن ينقص الألم أبدًا ولن تنقص الاضطهادات. وهذه الاضطهادات ذاتها تصبح، بحسب عبارة ترتليانس المشهورة، نبع رسالة للمسيحيين الجدد. أستشهد بكلماته: “نحن [المسيحيون] نتضاعف كل مرة يتم حصادنا من قبلكم: فدم المسيحيين بذر”.
ثم قال البابا: “وأيضًا في حياتنا، الصليب، الذي لا ينقص أبدًا، يصبح بركة. وبقبول الصليب، علمًا بأنه سيصبح بركة وبأنه كذلك، نتعلم الفرح المسيحي حتى في أوقات المحنة”.
وأضاف بندكتس السادس عشر: “لا بديل عن قيمة الشهادة، فهي تقود إلى الإنجيل، ومنها تتغذى الكنيسة. فليعلمنا القديس اسطفانس أن نتعلم بانتباه هذه الدروس، وليعلمنا أن نحب الصليب لأنه السبيل الذي يصل من خلاله المسيح دومًا إلينا من جديد”.