الفاتيكان، 12 يناير 2007 (ZENIT.org). – يسلط كتاب جديد عن البابا بندكتس السادس عشر الضوء على المقاربات التي تجمع بين القديس أغسطينس والبابا بندكتس السادس عشر.
” Joseph Ratzinger. Vida y Teología” (يوسف راتسنغر. سيرته وفكره اللاهوتي) الصادر في اسبانيا في سنة 2006 هو كتاب عن اللاهوتي الذي أصبح بابا.
وقد تحدث المؤلف، بابلو بلانكو إلى زينيت عن الطابع الأغسطيني لراتسنغر اللاهوتي وكشف العناصر الأربعة التي يعتبرها السبيل إلى فهم فكر من أصبح الآن بندكتس السادس عشر.
وفي شرحه للعبارة الواردة في كتابه: “بالنسبة لراتسنغر، كل شيء بدأ مع القديس أغسطينس”، قال بلانكو: “هذا يعني من ناحية أن عمله اللاهوتي الأول كان عن مفهوم الكنيسة بالنسبة للقديس أغسطينس”. ولكن هناك أيضًا أكثر من ذلك”: “فيوسف راتسنغر هو أغسطينس بمعنى أنه يقاسم أغسطينس أبعاده الثلاث كشاعر وراعٍ ومفكر”.
فعلى مثال أغسطينس، “لم يكرس راتسنغر للاهوت 50 سنة فقط، بل خدم الكنيسة كأسقف، مع موهبة شعرية واضحة، يمكن استشفافها من خلال عظاته وكتاباته”.
بالنسبة لبلانكو، هناك، في الوقت عينه تطابق واختلاف بين اللاهوتي راتسنغر والبابا بندكتس السادس عشر! “فهو يستمر على ما هو عليه حتى بعد انتخابه أسقفًا لروما”، و “نشاطه كلاهوتي هو أفضل تحضير لوعي وعرفة وضع الكنيسة، ومشاكلها وامكانياتها”. “ويختلف عما ذي قبل لأن البابا لا يقود الكنيسة وحده بل يساعده فريق معاونين – في مقدمتهم الأساقفة – يساعدونه في القيام بالعمل الشاق الذي تشكله قيادة الكنيسة كفريق”.
وبالحديث عن عريضة “نيميغا” (Nimega) التي وقعها في سنة 1968 ألف وثلاثمائة وستون لاهوتي – من بينهم راتسنغر – ووجهوها للمجمع المقدس مطالبين بتعددية أوسع في اللاهوت، ذكّر بلانكو بأن النص طالب بـ “استقلالية أكبر للاهوتيين”، رغم أن راتسنغر “لم يكن موافقًا بالكلية على محتويات العريضة”.
فالتعددية اللاهوتية هي مختلفة جدًا عن “ديكتاتورية النسبية”: “الأولى تبحث عن الحقيقة والحرية، الثانية تخضع كل حقيقة لأية حرية”.
ويستخلص بلانكو عناصر أربعة لفهم ووصف فكر راتسنغر: الحياة، الحب، الحقيقة واللاهوت.
صرح بلانكو أن “حبه للاهوت لا يمكن أن يعتريه شك بعد أن كرس حياته بأسرها له” وأشار أنه بالنسبة لراتسنغر “الحقيقة والحب هما عنصران لا يمكن فصلهما”.
“في ما يتعلق بالحياة – أضاف بلانكو – لقد حاول يوسف راتسنغر أن يكون اللاهوت لاهوتًا مرتبطًا بالحياة، لا لاهوتًا اصطناعيًا مركبًا في الصف والمكتب”.
وأضاف: “اللاهوت يجب أن يكون متحدًا بالوعظ، والروحانية، وحاجات الزمن الحاضر”.
ثم أنهى قائلاً: “أعتقد أن راتسنغر يضيف عنصرًا آخر: الجمال”.