روما، 29 يناير 2007 (ZENIT.org). – بوجه علمانية تجفف الروح الأوروبية، على القارة القديمة أن تعيد اكتشاف “الإيمان بالعقل وبإله الكتاب المقدس”. هذا هو بنظر جورج ويغل، البروفسور الأمريكي كاتب سيرة البابا يوحنا بولس الثاني “شاهد الرجاء”، وعضو ” Ethics and Public Policy Center ” في واشنطن. وقد قام البروفسور ويغل بمداخلة في لقاء عقد في جامعة الغريغوريانا الحبرية في روما، في 12 ديسمبر 2006 نظمه معهد أكتون (Acton). والمداخلة بعنوان: (“Centesimus annus e Deus caritas est: Carità cristiana nel libero mercato”) “‘السنة المائة‘ و‘الله محبة‘: المحبة المسيحية في السوق الحرة”.
وفي مقابلة مع زينيت، تحدث ويغل عن الدعوة التي تقوم بها الرسالة البابوية العامة “الله محبة” (Deus caritas est) لكي تطبق الدول الأوروبية مبدأ التعاون في مجال العمل الاقتصادي، بالإضافة إلى ضرورة محافظة أوروبا على جذور حضارتها المسيحية أمام تحديات العلمانية والجماعات الإسلامية المتنامية.
ما هو برأيك الدرس الذي ينبغي على أوروبا الغربية أن تتعلمه من الرسالة البابوية “الله محبة”؟
إن رسالة “الله محبة” هي بمثابة محاولة يقوم بها بندكتس السادس عشر من أجل وضع العالم – وفي بعض الحالات – إعادة وضعه من جديد – أمام “إله ذي وجه إنساني”، وهو وجه الحب المصلوب. وإلى جانب هذه الرسالة الإنجيلية الأساسية، تدعو رسالة البابا أوروبا إلى التفكير إن لم يكن إسناد العناية بالمحتاجين للقطاع العام فقط، نقص جوهري في الإنسانية. أليس في توكل الدولة – من خلال الأموال التي تجمعها من الضرائب – بتأمين احتياجات المعوزين من المهد إلى اللحد خنقٌ لاندفاع الناس في التجاوب مع فقر القريب؟ هذه إحدى الأسئلة الهامة التي يضعها البابا قيد الدرس.
كيف كان وقع رسالة البابا في الولايات المتحدة؟
كان الوقع جيدًا بالنسبة لأشخاص كثيرين، كانوا ينظرون إلى البابا عبر الكاريكاتير الذي رسمه عنه الإعلام، فإذا بهم أمام رجل كثير الطيبة ومتقد بغيرة الإنجيل.
والقسم الثاني من الرسالة، كما شرحت في جامعة الغريغوريانا، يوجه تحديًا للتيارات الصناعية السائدة في الولايات المتحدة. أدعو من يريد التعمق في هذه الفكرة أن يراجع الدراسة التي قمت بها على صفحة الويب: www.eppc.org.
ما هي بنظرك التطلعات المستقبلية الممكنة بالنسبة لأوروبا؟
إن القارة الأوروبية الآن تموت من الضجر الروحي. فإذا لم تعاود أوروبا اكتشاف الإيمان بالعقل وبإله الكتاب المقدس، اعتقد، للأسف، أن نسبة الولادات ستستمر بالانخفاض وستصبح القارة امتدادًا للعالم العربي الإسلامي.
ما هي التحديات التي تواجه حكومات الإتحاد الأوروبي مع ظاهرة نمو الجماعات الإسلامية في أوروبا؟
التساؤل الذي تطرحه هذه الجماعات هو التالي: كيف تستطيع أوروبا المنغمسة بتيارات ما بعد الحداثة، والتعددية الثقافية أن تحمي حضارتها المبنية على الحرية الدينية، وعلى الحقوق البشرية الأخرى كالقانون والديمقراطية؟
هل تغيرت نظرة الكنيسة للإسلام مع بندكتس السادس عشر؟
إن البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بندكتس السادس عشر يتقاسمان جوهر المفهوم نفسه حول نواقص الإسلام اللاهوتية ومحاسن التقوى الإسلامية. وقد أظهر بندكتس السادس عشر بعض الاستنتاجات التي قد تصدر عن بعض المفاهيم الإسلامية حول طبيعة الله، على ضوء البيئة العالمية المعاصرة، وأظهر للعالم أنه من الممكن النقاش حول هذا الموضوع من خلال مفردات العقلانية/اللاعقلانية.
في مطلع الألفية الثالثة التاريخي، ما هو برأيك الدور الذي يمكن أن تلعبه الكنيسة في وسط وشرق أوروبا من أجل انطلاقة جديدة للمسيحية في القارة الأوروبية؟
إن القسم الأعظم من كنائس وسط وشرق أوروبا قد عاشت خبرة حرية الإنجيل خلال الثمانينات. وينبغي عليها أن تقيم هذه الخبرة إذا ما أرادت أن تواجه العلمانية التي تجفف نفس الثقافة العالية في أوروبا، من خلال فكرة أن إله الكتاب المقدس هو عدو الحرية الإنسانية.