بطريرك الأرمن يطلب من السلطات التركية احترام حرية التعبير

في عظته أثناء الاحتفال بجناز الصحفي هرانت دينك

Share this Entry

اسطنبول، 29 يناير 2007 (ZENIT.org). – لا يحق لأحد أن يدين الآراء التي تختلف مع آرائه، هذا ما ذكر به البطريرك الأرمني مسروب الثاني نهار الثلاثاء  الماضي أثناء عظته في جناز الصحفي هرانت دينك الذي اغتيل نهار في اسطنبول بينما كان يغادر دار التحرير التابعة لصحيفة أغوس. كان له من العمر 53 سنة، متزوج وأب لثلاثة أبناء، وكان مؤسس ومدير تحرير الصحيفة المذكورة.

كان مشهورًا بسبب استنكاره المستمر لما يعرف بإبادة الأرمن الجماعية، التي قام بها الأتراك خلال الحرب العالمية الأولى (حيث قتل حوالي مليون ونصف أرمني).

وقد خضع الصحفي لأحكام بتهمة التعرض للهوية الوطنية التركية.

وقد تظاهر مئات الآلاف من المواطنين من مختلف الأديان والأعمار في المظاهرات التي عبرت عن الاحتجاج الشعبي لاغتيال الصحفي في يوم الاغتيال.

 ونهار الثلاثاء الماضي، تجمهر مئات الآلاف من رجال ونساء وأطفال من مختلف الأديان والثقافات أمام مقر الصحيفة، للمشاركة في الجناز ولإلقاء تحية وداع إلى الصحفي دينك.

وسار الحشد الغفير نحو ثمانية كيلومترات نحو كنيسة القديسة مريم، مقر البطريركية الأرمنية للمشاركة في الجناز الذي ترأسه البطريرك مسروب الثاني باللغة الأرمنية.

وتحدث البطريرك عن الصحفي المقتول كـ “رجل مقدام وسخي، عاطفي وبالتالي ممتلئ من المحبة تجاه الجميع، بدءًا بالأطفال ووصولاً إلى الأرض التركية التي كان يعتبرها أرضه من كل قلبه”.

وأضاف: “لقد عرف الكثيرون هرانت كصحفي ومفكر مشهور، ولكن قلة تعرفت عليه كرجل ملتزم بخدمة المحتاجين، والضعفاء، والعزّل كاليتامى. وقد تربى هو نفسه، من عمر 8 سنوات في ميتمنا هنا في اسطنبول، وقد التزم حياته كلها في خدمة ورعاية اليتامى، لكي لا يشعروا أنهم متروكون”.

ثم توجه البطريرك إلى السلطات التركية فقال: “أشكر رئيس الجمهورية وسائر السلطات التركية لدعمهم ولتضامنهم معنا في هذه الأوقات الحزينة”.

وأضاف: “ولكن تضامنكم لا يجب أن يتوقف هنا. فحتى ولو لم يعبّر من يرى الأمور بشكل مختلف عن رأيه، لا يحق لأحد أن يُسكت، أو يعاقب أو يحكم على الآراء المختلفة. وهذا الاحترام يجب أن ينبع من مبادراتنا العملية واليومية، ومن قوانيننا، وكتب تاريخنا”.

هذا وشارك في الاحتفال ممثلون كثيرون عن السلطات الدينية الأرمنية من أوروبا وأمريكا.

وفي الوقت عينه أقيمت تظاهرة شعبية في ترابسون، المدينة التي أتى منها القاصر الذي قتل الصحفي. والمدينة التي اغتيل فيها الأب أندريا سانتورو.

وقد عبر كاهن فضّل عدم الافصاح عن هويته عن أسفه لصمت وسائل الاعلام عن اغتيال الأب سانتورو، وأشار أنه “لم تعبر أية سلطة دينية إسلامية عن رأيها، ولم ترفع صوتها ضد وحشية الجريمة التي تمت بعد أن صلى القاتل في المسجد وطلب عون الله”. لم يكن هناك أي رفض لجريمة ارتكبت باسم الله.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير