روما، 29 يناير 2007 (ZENIT.org). – لكي يتمكن الغجر من المشاركة الكاملة في الحياة الكنسية، على الكنيسة أن تقاسم حياتهم وأن تكون “غجرية” مثلهم، أمينة بذلك لكاثوليكيتها (شموليتها).
هذا ما توصل إليه المسؤولون، من حوالي 20 دولة، عن العناية الرعوية بالغجر في لقاء جمعهم في روما.
ألمانيا، النمسا، البلجيك، كرواتيا، إيرلندا، سلوفاكيا، اسبانيا، هنغاريا، فرنسا، إيطاليا، البرتغال، رومانيا، سويسرا، أوكرانيا، الولايات المتحدة، وللمرة الأولى التشيلي، بنغلادش، الفيليبين، الهند وإندونيسيا. وقد مثّل هذه الدول 27 مبعوثًا في لقاء درس حول موضوع العناية الرعوية بالغجر (في 11 و 12 ديسمبر 2006).
نظم اللقاء المجلس الحبري للعناية الرعوية بالمهاجرين والرحالة. وكان في صلب اللقاء التعمق بالوثيقة الصادرة عن المجلس المذكور أعلاه بعنوان: “توجيهات للعناية الرعوية بالغجر” http://www.vatican.va/roman_curia/pontifical_councils/migrants/documents/rc_pc_migrants_doc_20051208_orientamenti-zingari_it.html).
وقد أصدر المجلس هذه الوثيقة في 8 ديسمبر، وهو النص الأول من نوعه في هذا الموضوع.
ويتحدث النص عن جهود الكنيسة الكاثوليكية في مجال العناية الرعوية بالغجر ويشهد لروحانية هذا الشعب ويسعى لإيجاد وسائل لتعليمهم الإنجيل بأبعاده كافة.
وقد صرح اللقاء المذكور أعلاه أن هذا النص “لا يعتبر العناية الرعوية بالغجر كعمل حسنة، بل كضرورة نابعة من طبيعة الكنيسة الجامعة”.
هذا وشرح الكاردينال ريناتو مارتينو في القداس الذي افتتح اللقاء أن جوهر الرسالة التبشيرية التي ينبغي أن تحمل إلى الغجر هي مساعدتهم على اكتشاف يسوع المسيح المخلص الذي يفدي الروح ويشفي الجسد.
وأشار الكاردينال إلى ضرورة التعرف على قيم الثقافة الغجرية والمحافظة على هويتها. كما ودعا إلى تعزيز المبادرات للدفاع عن حقوقها.
وأكد الكاردينال أنه من الضروري أن تجيب الكنيسة على تطلعات الغجر في بحثهم عن الله، هاديةً خطواتهم في سبيل المسيح.
واعتبر الكاردينال مارتينو أنه أمر أساسي أن نتعرف على ونعترف بالمسيرة الصعبة لهذا الشعب في التاريخ؛ مسيرة غالبًا ما تحملت الذل والرفض وإهانة كرامة الإنسان.
واعتبر اللقاء أن من واجب الكنيسة أن تجيب على الظواهر الجديدة “التي تقلق الدول وتخيف الشعوب” كظاهرة الهجرة الغجرية. وسلط الضوء على ضرورة تشجيع الغجر “كي يجتهدوا في الخروج من الاعتماد على مساعدات الآخرين وفي البلوغ إلى تحقيق ذاتهم بذاتهم”.
واعتبر اللقاء في خلاصاته أن من واجب الكنيسة “لا أن تستقبل الآخر الذي يأتي إليها وحسب”، بل “أن تجازف في الذهاب نحو الآخرين المختلفين لملاقاتهم، خصوصًا أولئك الذين غالبًا ما يعانون من الرفض”.
“ومن الجوهري، أن تصبح الكنيسة، بحسب كاثوليكيّتها الأصيلة، غجرية بين الغجر حتى يتمكنوا من المشاركة بالكامل في الحياة الكنسية”.
وبما أن “الترقية البشرية” و “التبشير بالإنجيل” هما مهمتان لا يمكن فصلهما في عملية نشر ملكوت الله، استخلص اللقاء بأن “حقيقة الإنجيل والمعونة الإنسانية”، ينبغي أن تسيران يدًا في يد، أثناء العناية الرعوية بالغجر.
هذا ويقدر عدد الغجر في العالم بحوالي 36 مليون نسمة، 18 مليون منهم يعيشون في الهند. ويعتبر الغجر عرقًا يعود أصلحه على الأرجح إلى شمال غرب الهند.
ويخص الكرسي الرسولي الغجر بأهمية خاصة منذ سنة 1965، بعد حج الغجر الأول والتاريخي إلى روما، الذي نتج عنه تأسيس أمانة عامة من أجل العمل الرعوي مع الغجر.
وفي سنة 1998 أسس البابا يوحنا بولس الثاني المجلس الحبري للعناية الرعوية بالمهاجرين والرحالة وأوكله، عبر الدستور الرسولي “الراعي الصالح” (Pastor Bonus) مهمة أن “تقوم الكنائس المحلية بدور فعال في تقديم المساعدات اللازمة وأماكن العبادة للاجئين والبدو وأهل السيرك”.
ومن الأحداث المهمة في هذا الصدد، تطويب زفيرينو خيمينيس مالا، الغجري الإسباني المتواضع الذي استشهد أثناء الحرب الأهلية سنة 1936؛ والثاني عندما طلب البابا يوحنا بولس الثاني المغفرة في 12 مارس 2000 عن جميع خطايا الكنيسة في التاريخ.