بقلم أنيتا بوردان
روما، الثلاثاء 7 فبراير 2012 (ZENIT.org)- أبدى الكرسيّ الرسولي قلقه حيال ما يحصل في سوريا من عنفٍ متزايد وغيابٍ للحلول. وعبّر مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي يومَ الإثنين 6 فبراير عن ألمه إزاءَ العدد الكبير من الضحايا المدنيّين. كما أطلقَ راهبٌ يسوعيّ من قلب الحدث صفّارةَ إنذار.
وقد عبّر الأب لومباردي اليسوعي قائلًا: “لا نستطيع أن نكون غير مبالين لما يحصل في سوريا.” وقد ذكر حديثًا لبندكتس السادس عشر وجّهه إلى السلك الدبلوماسي في 9 يناير الماضي قال فيه: “أشعرُ بقلقٍ شديد تجاه شعوب كلّ الدول التي تعاني من التوتّر والعنف وخاصّةً تجاه سوريا فأتمنّى نهايةً عاجلة لسفك الدماء هذه وبدء حوارٍ مثمر بين الأطراف السياسيّة بحضور مراقبين مستقلّين.”
وكان راديو الفاتيكان قد ذاعَ سابقًا أنّ الأب دالوليو اليسوعيّ مؤسّس الرهبنة السريانيّة الكاثوليكيّة في دير مار موسى والذي يسكن في سوريا منذ سنين عديدة كان قد طالبَ تدخّلًا ديبلوماسيًّا فوريًّا وعلى مستوى عالٍ للكرسي الرسولي فبرأيه أنّ هذا الوضع الخطير يستدعي حشدًا للنوايا الحسنة.
كما قدّر أنّه على هذه المبادرة أن تأخذ بعين الاعتبار الحساسيّات المختلفة المتأتيّة عن المعاناة كحساسيّة الطوائف المسيحيّة الأورثوذوكسيّة البيزانطيّة التي تملك روابط قويّة مع بطريرك موسكو والتي تلعبُ حاليًا دورًا حسّاسًا بالإضافة إلى حساسيّة الأرمن الذين يُشكّلون أكثريّةً بين مسيحيّي سوريا. وهو يجدُ أنّ بإمكان الفاتيكان أن يقدّمَ فائدةَ من خلال خبرتهِ لسنين طويلة في الحوار مع العالم المسلم.
وهو يرى أنّ الحرب الأهليّة قد بدأت في سوريا ويخشى أن تنتهي الطوائف المسيحيّة كما انتهت تلك التي في العراق فلهذا إنّه لأمرٌ جدّ طارئ أن نأتي “بمبادرةٍ فعّالة” و”جهدٍ للحوار” مع طهران وموسكو. كما أنّه يتخوّف من “تفكّك الشرق الأوسط” إذ أنّه لا يرى أي “بوادرَ ديمقراطيّة”. وقد أنهى معلنًا أنّه ضدّ أي نوع من القمع وضدّ أي تدخّل لقوى عسكريّة دوليّة.
–