فقبل العنصرة و حلول الروح القدس ، كان معظم الرسل يكتفون بحكمة تقليدية ، بشرية. 
فنثنائيل ، كان يعتقد أن لا شيء صالح يخرج من الناصرة و بطرس تبنى الفكرة المؤممة أن المسيح ينبغي أن يكون الملك المحارب الذي يجب أن ينتصر على روما. و فيليبس ، فشل في فهم أن يسوع والآب واحد فطلب من الرب في العشاء الأخير " أن يريه الآب و حسبه... " وبطبيعة الحال، أن يرى معظم الرسل الرب القائم من الموت ، لم يكن بالأمر الكافي لتوما كي يؤمن فإشترط وضع الإصبع في الجرح...
هذا هو عيب الإنسان : يفعل ما تمليه عليه الحكمة البشرية و ينسى الحكمة الإلهية ... لذلك لم يكن بالإمكان العثور على أي من هؤلاء يوم الجمعة العظيمة . فعلوا ما تمليه عليهم "حكمتهم " الخاصة : اختبأوا و لعبوا بحسب الطريقة الآمنة !

أما على التل في تلك الجمعة العظيمة ، وحده وقف على أقدام الصليب الى جانبه نسوة و أم. فهم يوحنا، كما مريم، سر البطولة: ذاك الرسول الذي كتب عن محبة الله أكثر من أيٍ آخر، هذا " التلميذ الحبيب " فهم سر الأم و ماذا يكمن وراء البطولة : أنه الحب النقي و الثقة بالحب الإلهي: إنها الطريق الوحيد القادر أن يساعدنا على أن نرى في الظلام. نقاء الحب ذاك انتصر على إملاءات حماقة الحكمة التقليدية. و من هناك، حيث وقف بحزم مع مريم ، تلقى الرسول يوحنا، هدية فريدة : الأم السماوية!!

" يا إمرأة هوذا ابنك .... هذه أمك " ! 
لكن في نظر المصلوب و قلبه في تلك الساعة أمومة شاملة لا تستثني أحد، ليصبح التلميذ الحبيب الحاضر ممثلا لكل تلميذ خائف غائب. 
إنها كلمات قلبٍ أحب خاصته الى الغاية. أحب الأم فأعطاها نسلا روحياً ، أحبنا فمنحنا خلاصاً، أحبنا فأهدانا أماً...

و بالرغم من أن اليوم أيضاً،هناك من تطيب له حكمته الخاصة و يدّعي عدم حاجته لأم أهداها الرب بحكمته للجميع من أعلى صليبه... كل منا مدعو لنقاء الحب و الثقة البنوية بالحكمة الإلهية... كل منا مدعو أن يكون ذاك الحبيب بجانب الأم على اقدام الصليب... الى أن يعي الجميع أنه مهما تغرّبنا عن الرب و حكمته فهو أمين بمحبته لا و لن يعلنا يتامى أبداً.