البطريرك الراعي يشارك في اجتماع البطاركة الإنطاكيين

شارك البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر يوم الثلاثاء 1 تموز في اجتماع البطاركة الانطاكيين وفي لقائهم مع سينودس كنيسة الروم الاورثوذكس المنعقد في دير سيدة البلمند بدعوة من غبطة البطريرك يوحنا العاشر وحضور اصحاب الغبطة البطاركة غريغوريوس الثالث لحام، مار إغناطيوس أفرام الثاني ومار إغناطيوس يوسف الثالث يونانوأكثر من أربعين مطراناً من كنائس الموارنة، الروم الأورثوذكس، الروم الكاثوليك، السريان الأروثوذكس والسريان الكاثوليك. وقد جال البطاركة قبل إفتتاح أعمال المجمع الإنطاكي في دير سيدة البلمند لينتقلوا بعدها الى قاعة البطريرك الرابع هزيم حيث بدأت الجلسة الإفتتاحية بمداخلات لاصحاب الغبطة ركزت على العمل المشترك بين الكنائس الانطاكية على قاعدة  الوحدة والشهادة المسيحية. وتوقف الاباء على الاوضاع العامة في الشرق الاوسط والتحديات التي يواجهها الحضور المسيحي والمخاطر التي تتهدد رسالتهم والتاريخ المشترك مع المسلمين القائم على الحوار والانفتاح والتعاون والشهادة معا للقيم الدينية والانسانية. كما شددت مداخلات البطاركة على العمل الاجتماعي والراعوي وعلى وجوب تعزيز الاستقرار في ظل الظروف الضاغطة والمأساوية في المنطقة.  

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في ختام اللقاء تلا وكيل بطريركية الروم الأرثوذكس المطران أفرام معلولي بيان المجتمعين وجاء فيه :

كان اللقاء مناسبة للتأكيد على أمسية الشهادة الواحدة للمسيح القائم والمنتصر على الموت الى المدى الإنطاكي وسائر المشرق حيث أرادهم الله أن يعيشوا مع إخوانهم أبناء هذه الديار ، وتعبيراً صادقاً عن وحدة الحياة والمصير التي تجمعهم فيما هم يعملون في سبيل تقوية الوحدة الإنطاكية وتفعيلها .

لم تغب آلام أبناء المشرق الذين يعانون من ويلات العرب والضائقة الإقتصادية عن هموم أصحاب الغبطة : فأكدوا على ضرورة التعاون والتعاضد من اجل تضميد  وبلسمة جراح المعذبين والمقهورين ولا سيما الذين إضطرتهم الظروف الى ترك بيوتهم وأرزاقهم ، وفي هذا المجال ، دعوا أبنائهم الى فتح قلوبهم وبيوتهم والبذل بكرم في سبيل إعانة هؤلاء ومساعدتهم علىى إجتياز محنتهم تنفيذاَ لوصية المسيح “كنت غريباً فأويتموني” . كذلك دعا أصحاب الغبطة أبناؤهم الى التشبث والتجذر بأرضهم وعدم التخلي عنها تحت وطأة الظروف الضاغطة لأن هذه الأرض قد جبلت بتضحيات الأجيال التي سبقتهم ولأن الله إختارهم شهوداً له فيها .

رفع أصحاب الغبطة الصوت عالياً ، من أجل عودة جميع المخطوفين ، مدنيين وكهنة ثلاثة وراهبات ، الى ديارهم وعلى رأسهم صاحبا السيادة المطرانان يوحنا (إبراهيم) وبولس (يازجي) اللذان قد مضى على إختطفاهما 14 شهراً ، والعالم يتفرج بصمت  المتخاذل على أفظع إنتهاك لم يسبق له مثيل لحقوق الإنسان والجماعات في هذا القرن .

ولفت أصحاب الغبطة الى سوريا الجريحة في معظمها ، وأكدوا على أهمية تضافر الجهود من اجل وقف لعبة الحديد والنار في ربوعها ، وشددوا على تحمل الجميع مسؤولياتهم لوقف منطق التكفير والترهيب وإراقة الدماء وإحلال لعبة العدالة والعيش الواحد والصادق بين جميع أبنائها الإخوة في المواطنة .

كذلك حضر العراق المعذب في صلات أصحاب الغبطة فصلوا بشكل خاص من أجل أبناء الموصل وشمال العراق ، ودعوا العالم الى إنقاذه من التشرذم وتجنيب أبنائه ويلات الحرب المدمرة وطالبوا المجتمع الدولي الحفاظ على إنسانه وحضارته ومن بينها الحضارة المسيحية الراسخة في هذا البلد العريق . وشجعوا أبنائهم وإخوانهم المسلمين على المحافظة على وجودهم وأرضهم وممتلكاتهم ، حفاظاً على خبرتهم الطويلة  في عيشهم المشترك بسلام وتعاون وفي بناء ثقافتهم الغنية المشتركة .

وحملوا في صلاتهم مصر العزيزة آملين أن تستعيد بناء وحدتها وحضارتها وثقافة الإعتدال .

وشكر أصحاب الغبطة الله على مناخ الحرية الذي ما زال يتمتع به لبنان بالرغم من قسوة الظروف ودعوا جميع المسؤولين في البلد الى المحافظة على قيم الديمقراطية والحرية وتداول السلطة التي يقوم عليها البلد من خلال التعالي عن المصالح الشخصية والآتية والمسارعة الى إنتخاب رئيس للجمهورية يسهر على وحدة الوطن ويعيد للمؤسسات الستورية إنتظام عملها ، ولا سيما مجلس النواب والحكومة ، فتتمكن الدولة من مواجهة التحديات الإقتصادية والمعيشية والأمنية الخطيرة .

كذلك شدد أصحاب الغبطة على دعمهم المستمر للقضية الفلسطينية ، جرح لبشرية النازف ، ودعوا العالم الى إيجاد حل عادل وشامل لهذه القضية المحقة التي تبقى قضية الشرق بإمتياز مهما حاولت يد الشر تهميشها من خلال إفتعال حروب وأزكمات جانبية .

وعايد أصحاب الغبطة إخوتهم المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك ، ضارعين الى الله أن يكون هذا الشهر شهراً سلامياً ، يتكثف فيه عملنا معاً من أجل المصالحة بين الإخوة والسلام السياسي والإجتماعي والإقتصادي في البلدان التي نعيش فيها معاً .

قرر أصحاب الغبطة تشكيل جنة مشتركة لتفعيل التشاور والتعاون في ما بين الكنائس الأنطاكية والتخطيط لعمل مشترك يتم عرضه على الكنائس بغية تنفيذه في المدى الإنطاكي .

وختم أصحاب الغبطة لقاءهم بدعوة أبنائهم الى الإقامة في الرجاء الذي لا يخيب والى ترجمة قيم الإنجيل في المدى الإنطاكي من خلال إلتزام شؤون أوطانهم وإنسانها المعذب بروح الإنفتاح والمحبة والسلام .

ومن البلمند توجه الكردينال الراعي الى المقر الصيفي في الديمان حيث كان في استقباله نائبه العام على الجبة المطران مارون العمار والمطرانان فرنسيس البيسري وطانيوس الخوري والوكيل البطريركي في الديمان المونسينيور فؤاد بربور، وعدد من الكهنة ورئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف ورئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي، وعدد من ابناء المنطقة.

وبعد صلاة الشكر في كنيسة الصرح زار غبطته كنيسة مار الياس الجانبية ثم انتقل الى قاعة الاستقبال حيث التقى الحاضرين وكانت احاديث عامة تركزت على برامج ومشاريع اتحاد بلديات القضاء الانمائية وعلى انشطة رابطة قنوبين المتعلقة بمشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس. ثم تفقد غبطته اعمال الترميم والاشغال الجارية داخل الصرح وتلك الجارية في المبنى الجديد الجاري بناؤه حاليا.

يشار الى ان اتحاد بلديات قضاء بشري رفع على طول الطريق من مدخل القضاء  يافطات الترحيب بقدوم بطريرك الشركة والمحبة والسلام واليافطات المؤيدة لمواقفه ومبادراته الوطنية والكنسية.  

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Redacción zenit

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير