في كلّ بقعةٍ من بقاع العالم، والكون الفسيح، هذا الكون الواسع بما فيه من كائناتٍ عضوية حيّة، إن كانت، نهرية، بحرية، بريّة، او التي تعيش في الجو. والحيوانات التي تعيش تحت أعماق واسعة في البحار بألوانها الزاهية الرائعة، والتي الى الآن – أعتقد – لم يُكتشف شيئا بعد منها، آلاف الطيور بأنواعها، والحيوانات الأخرى والحشرات، الخ. وأنا من جهتي، اصاب بالذهول والتعجب من رؤية هذه الأنواع من الحيوانات الغريبة الشكل، في كثير من الأحيان، واقول في نفسي، ما الجدوى من هذه كلها، لماذا خلقها الله هكذا، وهنا، ابتعدُ عن حيرة السؤال هذا، وأجد بعد سؤالي وحيرتي كائنٌ خلف هذه كلها، كائنٌ أكبر وأعظم من كوننا الفسيح هذا، ومن كرتنا الأرضية، والتي هي أيضا، لا تُعتبر شيئا أبدا يستحقّ الذكر وسط الكون هذا، لانها ذرة هباءٍ، والغريب نحن داخل هذه الذرة الضائعة، التي لاترى، نؤمن بإن هذه الذرة الهباء التي لامعنى لها يستحق الذكر، يسكن فيها الله، ويرى. إن كان هكذا هو الله، وهو خلف كلّ كائنٍ، ألا يستحقّ منّا الشكر على عطيّته. عطيّة جسمنا العضوي، يدنا، ولماذا هي بخمس أصابع، وأقدامنا، ولساننا، واسناننا وكلّ شيءٍ باطني أخر، هل فضّل الله علينا هذه كمصلحةٍ مثلا..؟ إنها مجانا وبدون أيّ شرطٍ، أعطانا كلّ شيءٍ في الكون بنعمةٍ وحكمةٍ، نعرفهما من خلال مسيرة حياتنا، ومسيرة حياتنا هذه نحن نعيشها فقط، أنا شخصا وحيدا، خاصا، لديّ حبٌّ خاص من الله، ويعرفني ويدركني، أين انا من هذا الكائن الطيب الحنون المحب..؟! أين شكري له؟.

الغريب، ان البشر، تركوا الله واتجهوا الى العلم، والتطوّر، والتقنيات الحديثة في هذا العالم المعاصر، عصر السرعة والارقام، والحسابات الفلكية، الى درجة، اتجهوا الى الفضاء الخارجي، على أساس أنهم سيجدون الله.

العلماء، العقلانيون واصحاب المبادئ الفيزيائية، لا يؤمنون بإن كل هذه العطايا – من فعل المحبّة الالهية المجانية – ويستهزؤون ولا يقتنعون بمحبة الله، هناك فقط لديهم، العقل، والضرورة، والحكمة، والقياس، والمنطق، والصدفة، والميزان، والحساب، والبرهان، والرياضيات، والاختبارات والتجارب المختبرية. متى يهزّ لهم جفن المشاعر والكيان، ويعلنون أن الله، لا يرى هكذا ظاهريا، وماديا، نحن لاننكر طبعا، وهذا ما يعلّمه التعليم المسيحي الكاثوليكي، الذي يقرّ، أن عظمة الموجودات من الممكن أن نرى فيها بصمات وآثار الوجود الالهي، لكن لماذا؟. الايمان يعطينا الجواب، إنها المحبة المجانية، لكن العلم، ملتبسٌ فيها جدا، وحائرٌ الى الآن في المكتشفات العلمية الحديثة، والكونية، والآثارية، يبحث فقط عن آخر الأكتشافات لكي يُرضي غروره.

ماذا عنى يسوع عندما قال: "خذوا هذا دمي"؟

كان اليهود القدامى يحفظونَ الخمر لموائد العيد ، كعيد الفصح ، حين كانوا يؤدّون الشكر ( باليونانيّة eucharistein ) ، والتي منها اشتقّت كلمة ” افخارستيّا ” على أربعة كؤوس مقتسمة . والإنسان ، بالنسبة إلى الساميّين ، هو ” جسد ” وهو ” دم ” ؛ أي الحياة . فالكلامُ على الكأس لا يكمّل الكلام على الخبز ، وإنّما هو مرادف له . وفي ذلكَ الزمن ، كانت الكأس ترمزُ بسهولة إلى الموت ، والدم ” المسفوك ” يذكّر بالموت العنيف الذي كان نصيب الأبرار والأنبياء (متى 23 : 35 ) .

خبر الفدية لإطلاق سراح الراهبات والأيتام إشاعة!

نفي يوم أمس خبر طلب فدية لإطلاق سراح الراهبتين اللتين خطفتا مع ثلاثة أيتام في 28 حزيران من الموصل، وقد نفى الخبر من بغداد المونسنيور شليمون وردوني وقال أن هذا النوع من الإشاعات يسبب الضرر فقط لا غير.