مطران الكلدان في الموصل: هكذا يعامل "داعش" المسيحيين

بحديث خاص له مع صحيفة النهار اللبنانية

Share this Entry

أفاد رئيس اساقفة ابرشية الموصل للكلدان المطران اميل نونا الذي خصّ “النهار” بحديث تناول فيه مجمل الاحداث التي رافقت دخول مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الى الموصل متجنباً في الوقت عينه الكلام عن مصير الراهبتين والايتام الثلاثة خوفاً على حياتهم غير أن “النهار” علمت من مصادر عراقية أنهم أحياء وأن مفاوضات تجري لاستعادتهم سالمين.

أكد رئيس الأساقفة أن “الاوضاع في الموصل ليست كما قبل، لكنها ليست سيئة كما يشاع في الاعلام”، ففي نينوى قال ان “الاوضاع ليست كما قبل لكن ليس كما يشاع في الاعلام حيث هناك بعض التضخيم؟”.
واوضح ان “المدينة باتت تحت سيطرة المسلحين والمسيحيين فيها اصبحوا قلة إذ لم يتبق منهم سوى 50 عائلة اي زهاء 200 شخص تقريباً من أصل 4000 مسيحي والهجرة لم تقتصر على المسيحيين فقط بل انسحبت على الاقليات الاخرى والمسلمين ايضا”.
سيطرة المسلحين على الموصل وانسحاب القوات الحكومية منها انعكسا على الخدمات والحياة اليومية التي باتت صعبة جداً على الصامدين فيها.

كسروا تمثال العذراء وخلعوا الصليب

وعن التعرضات للاهالي وكيفية تعامل مسلحي “داعش” معهم ، قال ان “المسلحين سيطروا على مبنى المطرانية الكلدانية في الموصل وحولوها مقراً عسكرياً ورفعوا عليها علمهم”. واوضح ان “المسلحين لا يتعاطون عموما مع الاهالي وما يتردد في الاعلام مبالغ فيه بعض الشيء خصوصاً لجهة ما حكي عن عمليات اغتصاب، فالمسلحون موجودون في شوارع المدينة والامكنة التي اتخذوها مقرات لهم لكن مجرد وجودهم بهذه الطريقة يشكل ازمة ويخلق جوا من الخوف عند الاهالي”. واضاف “الا انه تم تسجيل بعض الاحداث التي اخبرنا بها شهود عيان في المدينة بان المسلحين دخلوا كنيسة كاتدرائية السريان الارثوذوكس وخلعوا صليب المذبح ظنا منهم انه من الذهب الخالص كما دخلوا منذ يومين الى كنيسة مطرانيتنا ولم نعلم السبب بعد”.
وعن تحطيم تمثال السيدة العذراء في المدينة، قال: “صحيح لقد تم تحطيم التمثال الذي كان موجوداً على مدخل المطرانية لكن ذلك ليس لانه تمثال مسيحي فالامر يدخل في إطار حملة تكسير التماثيل والشعارات الاسلامية والمسيحية اضافة الى تماثيل الشعراء والادباء والفنانين وقبور الاولياء. فقد كسروا كل شيء في يوم واحد”.

الجيش ترك المدينة قبل اهلها

مسلحو “داعش” لم يلقوا اي مقاومة عند دخولهم الى الموصل وخصوصا وان الاهالي غادروها قبل ليلة من حصول ذلك. واشار نونا الى ان “لم تسجل اي تهديدات من المسلحين لدى دخولهم الى المدينة، فالاهالي هجروها قبل وخلال ليل الاحد منذ اسبوع عندما رأوا ان الجيش والشرطة انسحبا من المدينة فقالوا اذا الجيش انسحب فلماذا نبقى نحن فغادر معظمهم قبل دخول المسلحين”.

البابا اطمئن والحكومة لم تتصل بنا

وبعد انسحاب الجيش من المدينة ودخول المسلحين، انقطع الاتصال كلياً بين الاهالي وبين الحكومة. واضاف انه “حتى اللحظة لم تتصل بنا ولم تعطينا تطمينات باستثناء محافظ الموصل اثيل النجيفي الذي التقيناه لكنه لم يتدخل في الموضوع الامني لانه من صلاحيات الحكومة المركزية”.
واشار نونا الى ان الشيء الوحيد الذي يشعرهم بوجود الحكومة هو “قصف الطائرات الذي يتواصل يومياً على مراكز المسلحين في المدينة”. وأوضح ان “الاتصال الوحيد الذي تلقاه كان من رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري الذي اتصل واطلع على الوضع”، ناقلاً حقيقة ما يجري للبابا فرنسيس. واكد ان ساندري ابلغه ان “الكنائس والمدارس الكاثوليكية مفتوحة أمام كل اللاجئين بروح التعاون بين كل الديانات المختلفة”.

المصدر: صحيفة النهار

Share this Entry

Redacción zenit

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير