1- المفتاح الأوّل إكتشاف معموديتنا (مت18: 1- 5)
قال الرب يسوع: ” إن لم ترجعوا فتصيروا مثل الأطفال، لا تدخلوا ملكوت السموات” (مت18: 2) ما يقصده الرب هنا هي الحالة الروحيّة، التي أخذناها من حشا المعموديّة، حيث هناك ولدنا أطفالاً أنقياء بالمسيح يسوع. إن رغبنا في تحقيق رغبة الحب، علينا العمل الجاد في إستعادة تلك الحالة الأولى، حالة التألّه بالمسيح القائم من الموت. ولكي ننجح، فلنأخذ من يد يسوع المفتاح الأولّ، ولنفتح به باب قصر قلبه لأننا سنجد: التواضع، والعفوية، والثقة، والإستسلام، والنقاوة، والطهارة، وسرعة التواصل، بإنتظارنا “فمن وضع نفسه وصار مثل هذا الطفل، هو الأكبر في ملكوت السموات“(مت18: 4).
2- المفتاح الثاني لا تكن مشككاً (مت18: 6- 10)
المشكك هو عكس الواثق، علينا تجنّب التكبر والعظمة؛ لا تتفق الطفولة الروحية مع نقيضها أي النفاق؛ الطفل يعرف من يحبه ومن لا يحبه، لأن براءة قلبه تكشف له ذلك، وهكذا نحن. خير لنا أن نخسر كل شيء (مت 18: 6- 10) وألاّ نخسر نقاوة القلب، التي تفتح لنا نافذة قلب الله الطيّب فنشاهد حنانه، من على شرفة محبّته(راجع، مت 5: 8)؛ لا تطيق الطفولة الروحية الإحتقار، فمن يحتقر (مت18: 10) هو الذي لم يكتشف بعد نقاوة قلبه المفتداة بدم المسيح.
3- المفتاح الثالث، غيرة خلاص النفوس (مت18: 12- 14)
من يحب يغار على الآخر، ويعمل دوما على خلاصه. لهذا، تراه يغامر يبحث عن الضائع، يفرح بلقائه ويفرح لفرحه، ويدعو الجميع لمشاركته الفرحة. إنه مفتاح الفرح بتوبة الآخر وعودته الى قلب الله؛ ميزة الطفولة الروحيّة أنّها لا تملّ أبداً في البحث عن خلاص النفوس.
4- المفتاح الرابع، عبقرية الحب (مت 18: 15- 18)
إنها عبقرية متّقدة بالحب والغفران والمبادرة، لا تعي ولا تستسلم للصعوبات. ميزتها، أنها ترى الأمور بنظر الله، وخاصة كل ما يعيق تقدم الإنسان في حياته الروحيّة، ولاسيّما ما تضعه الخطيئة من عوائق وموانع. فتسارع تلك العبقرية الى تحصين الشركة الأخوية بالنصح والإرشاد والدعم والعزاء وقول الحق، بهدف الخلاص. وإذا صدّت الطفولة الروحيّة من قبل الآخرين، تسارع بحثاً في إيجاد طرائق بديلة لخلاص النفوس. لهذا أعطى الرب المفتاح الرابع للكهنة، الذين يربطون به الخطيئة بسلاسل رحمة الرب، ويحلون الخاطىء بقوّة القائم من الموت.
5-المفتاح الخامس، حياة الشركة (مت18: 19)
أطفال يسوع الصغار، هم الذين تربطهم به أواصر الصداقة الدائمة؛ هم كالأطفال الذين، يبنون صداقاتهم رويداً رويداً، يتشاركون في الألعاب والنزهات والأخبار، والأفراح والأحزان. يعلمنا المفتاح الخامس أهمية المشاركة والفراح؛ الإتفاق الأخوي والشراكة مع الآب بالروح القدس أساسيات بديهية لا يمكن في عيش الطفولة الروحيّة! وحيث ما تعاش الطفولة الروحية هناك يكون يسوع حاضراً، وهناك يكون الفرح والبهجة والسلام والثقة والطمأنينة.
6-المفتاح الخامس، لا تتعب من العفران (مت18: 21- 22)
لا يخاف الطفل من مسامحة ذويه لأنه يحبهم ولا يخاف الإقتراب منهم لأنه يثق بهم، وهم بدورهم يبادلونه المشاعر عينها، فمهما فعل تبقى محبتهم له متّقدة، لأن الذي يريد أن يربيّ أولاده على ثقافة العفران، عليه ألاّ يتعب أبداً من إعطاء الفرص الواحدة تلوى الأخرى، لأن الهدف أسمى من التفاصيل. وهكذا هي حال الطفولة الروحية لا تتعب من الغفران ولا من إعطاء الفرص.
7- المفتاح السابع، كرم الحب (مت18: 22- 35)
بقدر من تحب بالقدر عينه تكون كريماً مع من يحبك، فيبادلك الآخر بكرم أكثر منك. وهكذا هي الحال مع الله المحبّة، مهما إقترفنا من أخطاء يظل يحبنا وينتظر توبتنا، لأنه كريم في عطاءاته وكثير الرأفة والرحمة تجاه أولاده الصغار؛ لا ترضى الطفولة الروحية بقساوة القلب، لأن القساوة تتناقض مع مبدأ الليونة والبراءة والعفوية والضيافة والإنفتاح واللقاء والتواصل والإصلاح. فالذي يظل على قساوته لن يتذوق معنى السلام الداخلي ولا حقيقة غفران الله الآب (مت18: 35)؛ فإنه يشبه الأرض القاحلة اليابسة.
خاتمة
لم أتوصل الى خاتمة للموضوع، لأن الطفولة الروحية تأبى أن يكون لها خاتمة، إنها حالة روحية لا تنتهي، وبالتالي ليس بإستطاعتنا أن نضعها في أية خاتمة، إنها خاتم على قلب يسوع (راجع، أناشيد 7: 6- 7) يتجدد في كل يوم، لذا من يحيا الطفولة الروحيّة هو في ربيع دائم.