في هذا الإطار تروي فيفيان مابوني في مدونة لها على الإنترنت قصة مؤثرة جعلتها تقف هنيهة سائلة “هل حقُّا يقول الله كلا؟ ولماذا يا ترى؟” بدأ كل شيء حين قرأت مابوني جملة على الفيسبوك لأحد الأصدقاء جاء فيها: “إن كنا حقًّا نحتاج الى صلاتكم فالآن هو الوقت الأنسب لذلك.” لم تكن الكاتبة تصدق ما تراه فالصلاة كانت ترفع في تلك الفترة على نية شاب تعرض لحادث سير ووضعه الصحي حرج جدًّا.
تعرض ذلك الشاب لحادث سير مؤسف وقبع في العناية الفائقة مدة طويلة ولكن ولسوء ترديات الحادث نقل بالطائرة ليعالج في مقاطعة أخرى. بعيد انتشار الخبر اجتمع المؤمنون وضموا صلواتهم للعائلة على نية شفائه آملين أن يشفى وبدا وكأن الصلوات كانت تقبل ويلحظ تحسن طفيف من وقت الى آخر في حالة الشاب ولكنه وبعد فترة ليست بطويلة تعرض لجلطة وفارق الحياة.
هنا الاختبار…هل رفض الله صلاة الجميع؟
عانت فيفيان كثيرًا محاولة فهم الأمر وتقبل موت الشاب الصديق، فهو وبرأيها “ظُلم” لأنه برأيها، لم يمت بطلق ناري أم من تعاطي المخدرات أم شرب الكحول…لقد خلّف وراءه أمًّا عذباء ثكلى وثلاث أخوات وكان الجميع يشعر بالفخر من إنجازاته. انطلقت الكاتبة لتجد أجوبة لأسئلتها في الكتاب المقدس عالمة أن طرق الله تختلف عن طرقنا وأفكاره عن أفكارنا (أشعيا 55: 8-9).
قرأت في مرقس 5: 1-20 عن الشياطين التي أخرجها يسوع من رجل كانت تسكنه وتعذبه فسألته أن يرسلها الى الخنازير كي تدخل فيها فقبل يسوع. حين رأى الناس ما أنجزه يسوع خافوا وطلبوا منه الرحيل فرحل. أما الرجل الذي خرجت منه الشياطين ارتاح وهدأ وطلب مرافقة يسوع، فرفض. تقول الكاتبة أن يسوع أحب الرجل فلقد ساعده وأنقذ حياته ولكنه رفض طلبه. ولكن نحن وحين نتلقى إجابة بالرفض ننسبها دائمًا الى نقص المحبة أو الأنانية.
أكدت فيفيان أن الله وحين يبدو وكأنه رفض طلبنا لا يتوقف أبدًا عن حبنا، هو ليس بقاس وهنا تساءلت إن كان رفض أن يرافقه الرجل فلأنه أراده أن يقابل أحدًا فنحن نعلم أن الرجل انطلق يبشر باسم يسوع وبما صنعه له. نحن نعيش في جانب من الجنة لا نعلم بما وراء الموت ولكن بالتأكيد علينا أن ننتظر فالموت ليس النهاية، ولكل سؤال جواب وإحدى أقارب الشاب قد كتبت: “لا يشكل موته نهاية للقصة.”
لا يغيبنّ عنا أن يسوع وفي بستان الزيتون سأل الآب أن يبعد عنه الكأس المريرة ولكن بدا وكأن الله رفض، رفض طلب ابنه الوحيد…
ونحن اليوم، ما هي ردة فعلنا إن شعرنا بأن الله يرفض طلبتنا؟