***
قد تبدأ قصة الإنسان مع الممارسات السحرية والخفية من قراءة عابرة للأبراج أي فقط للتسلية ولا يتوقف الإنسان عند تفاصيلها أو يجعلها هوسًا في حياته وهنا لا خوف عليه. أما الأمر الخطير فهو الممارسات التي تنطوي على الإنتماء الى بدعة شيطانية أم حضور جلسات استحضار الأرواح الى جانب العرافة والتنجيم…نحن نعلم أن الكنيسة تحرّم السحر وجميع أشكال الممارسات الخفية واستحضار الأموات فهذا مخالف لمبادئ معتقداتنا المسيحية ولما تمليه علينا ديانتنا.
عجز العلم الى اليوم عن تفسير ظواهر استحضار الأرواح والشعوذة، ومن جهتها، تدعو الكنيسة الى استبدال جميع أشكال السحر التي يلجأ اليها الإنسان لأي سبب كان بالصلاة والتضرع للشفعاء القديسين. علينا أن نعرف حق المعرفة أن كثيرين من بين الذين يستحضرون الأرواح ويمارسون السحر هم يمارسون الغش والاحتيال على كل من يصدقهم ناهيك عن أن ما يفعلونه هو شر وليس بخير.
ماذا عن التنجيم؟
“عندما يلجأ الإنسان إلى التنجيم فهو، لا إراديًّا، يعترف بأنّ للنجوم والكواكب سلطة على حياته، بما أنّها تسيّرها بحسب مساراتها واوضاعها الفلكيّة، وبالتالي فهو يعد ممارسة وثنيّة، ألا وهي عبادة الكواكب والنجوم بطريقة غير مباشرة. وعندما يستعين بالعرافة ينكر أنّ لله سلطة على حياته أو، بتعبير آخر، يُلغي الله من حياته.” هذه الممارسة الخرافية يمكن أن تؤدي بالشخص الى خسارة إيمانه وبالتالي قد يصبح عبدًا لها يتصرف بحسب ما تمليه عليه تحركات نجم أم كوكب، وقد يشعر أيضًا بالخوف والقلق إثر قيامه بخطوة لا تتناسب مع اصطفاف الكواكب…
من نعبد الله أم الفلك؟
يصوّر التنجيم الإنسان وكأنه أداة بيد الكواكب والنجوم التي تسيّر حياته، وإن تعمقنا برواية الخلق في سفر التكوين فسنجد بأنها تعارض بوضوح وجود آلهة سماوية فالسماء والكواكب هي من صنع الله وكل الكون ينبع منه. الإنسان بطبيعته كائن ضعيف ينجر وراء كل ما يؤمّن له المعرفة وتحقيق الكمال وهنا الخوف من هذه البدع التي تشرع أبوابها على مصراعيها فينزلق الشخص ويقع في دوامتها التي لا يوجد مخرج سهل منها…ما علينا إلا أن نصلي ونجعل إيماننا قويًّا بالله الذي هو نجم حياتنا الأوحد وله فقط نسجد وإياه فقط نعبد.