ولكن فعليّاً لا تناقض بين الأمرين.
فالطاعة ليست مجرد فعل تنفيذ للأوامر التي تُعطى من قبل رقيب أو مسؤول، إنما هي تنبع من فعل محبة لمن يعطي هذه التوصيات.
الطاعة هي الخنوع و العبودية فقط لأولئك الذين لم يفهموا ما تحمله المحبة من فعل ثقة عفوي و تلقائي.
إذاً الطاعة الحقيقية تنبع من الحب وليس من القوة. وفيما قانون العالم يقول: “إذا كنت تخشاني أطع وصاياي”. في المنطق الإلهي الموضوع مختلفاً: “إذا كنت تحبني تحفظ وصاياي”. فالمحبة لا تستطيع أن تكون نظريّة، وبالمحبّة العمليّة، نحيا وصايا المحبوب. أما روعة المنطق الرباني فيتجلى في إحترام حرية الإنسان ، من الإيمان الذي يستوجب القناعة ثم العمل بمنطقها وصولاً للطاعة الواعية.
وإذا كانت حضارة الإنسان تتعرض للخطر عندما تتعارض حقوق الحرية مع واجبات الطاعة: علينا بتبني المنطق الإلهي في هذا المنحى والتربية على الطاعة القائمة على الإحترام، و الإنضباط ضمن المحبة .
هذا هو المنطق الذي تحتاجه أجيالنا اليوم لتقود حياتها و مهامها بنجاح : فالحرية هي مسؤولية والإنسان الذي لا يتقن فن الطاعة لن يعرف لأساليب القيادة سبيلاً.