وبهذه المناسبة يقول الأب جعار لـ”الغد” إن المبادرة “تهدف إلى تعزيز التعاون والتآخي والتعايش مع المسلمين في الشهر الفضيل، في سبيل توطيد العلاقة والمحبة والتضامن والتعايش بين أبناء الأسرة الأردنية الواحدة”.
ويضيف أن المائدة “تعبر عن المحبة الوطنية التى تربط بين أبناء الشعب الأردني الواحد، وتحمل في طياتها مشاعر الكنيسة نحو الإخوة المسلمين”.
وقد دأبت جمعية رسل السلام على مشاركة المسلمين احتفالهم بقدوم شهر رمضان الفضيل، حيث تنظم الكنيسة التابعة لها مائدة إفطار أسبوعية، فيما يقوم أبناء الكنيسة بتقديم وجبات الإفطار لإخوانهم المسلمين ويعملون على خدمتهم.
من جهته، يشعر الأب جعار أن عمله هذا يحمل رسالة تسامح وسلام تعكس خصوصية المجتمع الأردني، مبيناً أنه “لا بد من البدء من مكان ما دائما لتعزيز التقارب بين أبناء الأديان، وفي جميع الأحوال، فإن هذا العمل يجعل مني أسعد كاهن في العالم”.
ويضيف: “نحن ندافع عن شرق متنوع يكمل فيه المسيحيون والمسلمون بناءه، فنتنفس الهواء العربي معاً، وروح المواطنة الصالحة عندنا جميعاً، ولا نقبل القسمة على اثنين وثلاثة”، مشيراً إلى أن الصورة المنشودة للتقارب تتجلى معالمها من خلال موائد الرحمن ومحبة تجمع المسلمين والمسيحيين معاً.
وحول النشاط الكنسي في رمضان يقول الأب جعار: “نقيم إفطارا رمضانياً كل أسبوع في ساحة المدرسة ندعو إليه عدداً من أبناء المنطقة الصائمين”، مبيناً أن الإفطار المقبل سيقام نهاية الأسبوع الحالي وستتم دعوة 150 صائماً إليه، إضافة الى عدد من مسؤولي الإدارة المحلية في منطقة ماركا.
وبين الأب جعّار أن المبادرة “تسعى إلى إشاعة ثقافة التعايش وتجلية الأبعاد العقلانية والأخلاقية والإنسانية والجمالية المضيئة في الدين والتراث، والدعوة إلى التعددية والتسامح، وإرساء قيم الاختلاف واحترام الآخر والعيش المشترك”.
ويشير إلى أن المبادرة تأتي لترسيخ معالم الأمانة والصدق وحسن الظن والسماحة والعفو وحسن الخلق ورقي المعاملة، وأنه بإشاعة هذه الروح يتحقق تواصل بناء وتعاون مثمر بين الأديان، ومن هنا فإننا نطالب الجميع من علماء الدين المسيحيين والمسلمين والمسؤولين التربويين والإعلاميين بتشجيع جو الثقة والصدق والصراحة والحرية والاحترام المتبادل بين أتباع الأديان.