“لم ندفع فدية مالية”
رغم صعوبة المفاوضات التي حصلت مع الخاطفين، لم ينكر البطريرك ساكو حسن المعاملة الذي حظيّت بها الراهبتان والايتام الثلاثة.
وأكد ان “الراهبتين والأيتام الثلاثة الذين اختطفوا من كنيستهم منذ نهاية شهر حزيران الماضي افرج عنهم وهم بصحة جيدة ولم يتعرضوا الى اي اذى”.
وأضاف انه “لا يزال هناك أناس طيّبون في العراق لقد تحدثنا مع شيوخ العشائر وعلماء الدين وأخواننا في الموصل وتمكنّا بعون الله من اطلاقهم وتحدثت اليهم شخصياً، فهم لم يتعرضوا لأي أذى جسدي لكنهم خضعوا لاستجواب من قبل الخاطفين حول الأوضاع في الموصل، وكانت معناوياتهم عاليّة واليوم سيتوجهون الى دهوك هند أهاليهم” .
وعن الجهة التي تقف وراء عملية الخطف، أوضح “لم نعلم من هي الجهة الخاطفة لان هناك اكثر من جهة غير “داعش” لكن مناشدات رجال الدين في الموصل وشيوخ العشائر اسهمت في اطلاقهم وعملية الافراج تمت من غير أي فدية مالية، فالخاطفون لم يطلبوا فدية لكنهم استولوا على سيارة الدير”. وشدد على انه لا “اسباب دينية وراء الخطف بل اظن انهم ارادوا توجيه رسالة معينة او ارادوا التحقق من بعض الامور”.
لا حملة منظمة ضد المسيحيين
ولم يخفِ ساكو قلقه على الأوضاع في الموصل، لكنه اعتبر أن ليس هناك أي حملة منظمة ضد المسيحيين في المدينة. وقال: “الحكومة غائبة عن الموصل والوضع مأساوي، والمسيحيون الذين غادروا المدينة وقارب عددهم نحو المليون ولم يبقَ سوى 200 شخص”.
وأضاف: “حتى اليوم ليس هناك شيء منظم ضد المسيحيين بل هناك حملة تستهدف وحدة العراق والناس خائفة، فأدبيات المسلحين باتت معروفة للجميع، فهم مجموعات تملك خارطة طريق تريد تنفيذها”.
وأوضح البطريرك ساكو حقيقة ما يتردد في الاعلام عن التعديات التي يتعرض لها المسيحيون في الموصل، فأكد انه “لم تُسجل تعديات كبيرة كما يشاع لكن المسلحين نزعوا الصليب عن كنيسة السريان الارثوذوكس ودخلوا مطرانية الكلدان وحولوها مقراً لهم كما دخلوا بعض البيوت المتروكة وبعض الكنائس واحتلوها، كما احتلوا بيوتاً واماكن دينية لغير المسيحيين وحولوها مقرات لهم”.
“نحتاج الى غاندي عراقي”
ووجه البطريرك رسالة الى المسؤولين العراقيين دعاهم فيها الى انقاذ العراق، قائلاً: “الوضع في العراق خطير لا امان ولا سلام والعراق مشلول في شكل كامل وهناك فراغ دستوري والمستقبل غير واضح”.
واضاف: “في وقت يمرّ العراق الحبيب في أزمة امان ونظام، ويزداد يومياً عدد الجثث والنازحين، ويتعمق الخراب، نضمّ صوتنا البسيط كمرجعيّة دينية مسيحية عراقية الى صوت المرجعيات الاسلامية الشيعية والسنية الموقرة، مناشدين اياكم تعجيل انتخابات الرئاسات الثلاث وانقاذ البلاد من خطر الفوضى والانفلات”.
وقال “نحتاج اليوم الى غاندي عراقي لأن الحل في العراق متأخر جداً في ظل الانقسام الحاصل المطلوب هو تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع وان تكون هناك شراكة حقيقية للحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى وحدة العراق والا فنحن امام خطر تقسيم العراق وحرب اهلية لا سمح الله”.
أزمة “داعش” اكبر من العراق
واعتبر البطريرك ساكو ان “داعش هي ازمة اكبر من ازمة الموصل او العراق وتوجيه السلاح الى كل الناس لا يحل المشاكل بل بالعكس يؤدي الى قتل ودمار وتهجير”. ودعا الجميع الى “الحوار والسياسي لتحقيق الحق للجميع وخصوصا للفئات التي تشعر بالغبن”.
وعن علاقة المسيحيين مع الاطراف الاخرى، قال “جميع الاطراف تحتضننا ولسنا طرفا في العملية السياسية وننادي بالسلام ونريد الحوار ولسنا عامل تشنج بل عامل حوار وتلاقٍ لكن هناك اطرافاً تريد ان تظلمنا لاسباب سياسية وفئوية وطائفية”.