عقدت قبل ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة االأسقفية لوسائل الإعلام، حول “ إطلاق الكتاب المقدّس للسلام والعدالة” شارك فيها: مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبدو أبو كسم، أمين عام جمعية الكتاب المقدّس الدكتور مايك باسوس،، الأمين العام المدارس الكاثوليكيّة الأب بطرس عازار، الدكتور الأب جورج مسّوح – جامعة البلمند، وعن مؤسسة الرؤيا العالميّة الدكتور شوكت مقرّي، وحضور مديرة الرؤيا العالمية في لبنان السيدة أنيتا دلهاس، وأمين عام المدارس الإنجيلية في لبنان الشيخ فارس داغر، وأعضاء من الجمعية والمؤسسة المذكورتان أعلاه والإعلاميين والمهتمين.
رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر ورأى:
“أن إطلاق الكتاب المقدّس للعدالة والسلام” هو إنجاز كبير في مجتمعنا اليوم اللبناني لابل في مجتمعنا العربي والعالمي، وقد يكون أنجز في اللغة العربية ولكن أظن أنه سيعمل عليه لعدة لغات لأنه بناء يطال بناء ثقافة السلام والعدالة، ونحن اليوم في هذا الشرق الذي يحترق للأسف تحت عنوان كبير اسمه “الربيع العربي” وأصبح برأيي “الحريق الغربي” في ما يحدث في العراق اليوم من فوضى وتهجير للمسيحيين وما يحدث في سوريا أيضاً من قتل وتدمير وتهجير وغزة وفلسطين هو عاصفة جنون ضد الإنسانية بالدرجة الأولى، يأتي هذا الكتاب ليؤكد على أن لا خلاص لنا جميعاً مسيحيين مسلمين يهود وإلى إي طائفة أنتموا لا خلاص لدينا إلا بالعودة إلى الكتاب المقدّس الذي يدعو إلى المحبة والسلام، ويدعو إلى نشر تعاليم الرحمة والأخوة وتعاليم الرسالة لكل إنسان وليس للمسيحي فقط.”
أضاف “هذا الكتاب يجب أن يكون منطلقنا جميعاً للسير في بناء ثقافة السلام في مجتمعنا وفي منطقتنا، السلام لا يكون بالقتل والتدمير، السلام لا يكون بالصلب والتهجير، السلام لا يبنى بالحديد والنار، السلام يُبنى بالكلمة الطيبة بكلمة يسوع المسيح، نحن نعوّل على إيماننا وعلى إيمان شعبنا بالعودة إلى الجذورلنتمسك بكلمة الفادي والمخلص لأننا نؤمن أن بعد كل قتل وكل موت وكل تهجير هناك قيامة ونؤمن نحن ايضاً بقيامة سيدنا يسوع المسيح “
كلمة الدكتور مايك باسوس:
“أطلقتْ جمعيةُ الكتابِ المقدّسِ ومؤسسةُ الرؤية العالمية الكتابَ المقدّسَ للسلامِ والعدالةِ وذلكَ خِلالَ القُدّاسِ الإلهي في بكركي الذي احْتَفَلَ به صاحبُ الغبطةِ مار بشارة بطرسُ الراعي، بطريرك انطاكيا وسائرِ المشرقِ الكلي الطوبى وذلك يوم الأحد الواقع في 22 حزيران 2014 عند الساعة العاشرة صباحا.”
تابع “هذه الطبعة المميزة من الكتاب المقدس – الترجمة العربية المشتركة – سلّطَتِ الضوءَعلى الآياتِ والمقاطعِ المتعلقةِ بمواضيعِ السلامِ والعدالةِ في العهدينِ القديمِ والجديدِ، من أجلِإبرازِ النُّصوصِ المقدسةِ التي تُعنى بالسعي لتحقيقِ السلامِ والعدالةِ الاجتماعيةِ، فأضحتْ بمثابةِ أداةٍ للدِّفاعِ عنِ القِيَمِ البيبليةِ والموقفِ المسيحي من هذه القضايا الاجتماعية الهامة. “
أضاف: “َتَزامَنُ مُناسَبَتُنا هذهِ مَعْ زِيارَةِ قَداسَةِ الحَبْرِ الأعْظَمِ البابا فرنسيسَ الى الأردنَّ والأراضِي المقدّسةِ، ومرافَقَةِ صاحِبِ الغبطةِ والنَّيَافَةِ قداسةَ البَابَا في هذِهِ الزِّيَارَةِ التَّارِيخِيَّةِ، حامِلينَ مَعاً رِسَالَةَ السَّلامِ والعَدَالَةِ. إنَّ هذا التَّزَاُمنَ هُوَ بِحَدِّ ذاتِهِ مُصَادَفَةٌ نَبَوِيَّةٌ، خَاصَّةً وأنَّ هذا الكتابَ اسْتَغْرَقَ حوالي سَنَتَيْنِ لإنْتَاجِهِ، لكنَّ زَمَنَ إطْلاقِهِ جاءَ مُباشرةً بَعْدَ هذِهِ الزيارةِ. إنّ جميعَالكَلِماتِالرَّسْمِيَّةِوالشَّعْبِيَّةِالتي ألقاها قداسةُالبابا خِلالَزِيارَتِهِتَمَحْوَرَتْحَوْلَ”السَّلامِوَالعدالة”، ما يؤكدُ نَبَوِيَّةَ تَزامُنِ الإطلاقِ مع الزيارةِ .”
وأردف “وَاليَوْمَ نَجِدُ أنْفُسَنا بِأمَسِّ الحاجةِ للتَّطَرُّقِ لِهذَيْنِ الموضوعَيْنِ الأساسِيَّيْنِ، إذْ أنَّهُ لا سَلامَ مِنْ دونِ عَدَالَةٍ اجْتِماعِيَّةٍ، خاصَّةً وأنَّنا في مِنْطَقَةِ الشَّرْقِ الأوْسَطِ الغارِقَةِ في صِرَاعاتِها الدَّمَوِيَّةِ، نفتقر بِشِدَّةٍ الى السَّلامِ وَالعَدالَةِ. وَيَأْتي “الكِتَابُ المقدّسُ للسَّلامِ وَالعَدالَةِ” لِيُبْرِزَ لَنا أكْثَرَمِنْثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الآياتِ الإلَهِيَّة تَتَطَرَّقُلِهذَيْنِالموضوعَيْنِ، مُدَعَّمَةًبِخَمْسِ عَشَرَةَ مقالةًكَتَبَها عُلماءٌمسيحيُّونَوقادةٌفي الشَّرْقِالأوْسَطِ.”
وفي الختام: “أْمَلُأن يكونَ”الكتابُالمقدسُللسلامِوالعدالة”، أداة تأييدٍللسلام والعدالةِالحقيقيينِفي حياتِنا، وفي مجتمعاتِنا، وفي منطقتِنا.”
كلمة الأب بطرس عازار الأنطوني:
“في زمن نتوق فيه إلى السلام والعدالة يأتي اصدار “الكتاب المقدس للسلام والعدالة” صوتاً صارخاً علّه يوقظ الضمير عند الذين يصنعون الحروب والظلم وينشرون ثقافة الارهاب، ويعملون لانانياتهم ويأخذون الآخرين رهائن لتحقيق مصالحهم ويستغلون الظروف والأشخاص.”
تابع: “ويسعدني كثيراً، أن يسعف هذا الكتاب رسالتنا التربوية في التنشئة على هاتين القيمتين وعلى “القيم العلمية والانسانية والروحية والوطنية، ب
هدف توضيح الروابط بين هذه القيم وتحريرها من القيود العقائدية والايديولوجية من أجل بناء الانسان والمواطن” (الشرعة التربوية، 25)، ومن أجل أن يصبح تلامذتنا “ضمير خلاص للبشرية” كما يقول البيان المجمعي، بيان في التربية المسيحية، 8، الذي نعدّ للاحتفال بمرور خمسين سنة على اصداره.”
ورأى: “من هذا المنطلق نحن نلتزم بما تعلمنا اياه الكنيسة لنتخلق بخلق المسيح ونبني معاً حضارة المحبة وثقافة السلام والحياة. ولذلك فانني أرى أن مشروع السلام والعدالة الذي ينادي به الكتاب المقدس والذي تعمل على نشره الكنيسة يرتكز بخاصة على انجيل التطويبات (متى 5: 3 – 12) الذي يرسم لنا خريطة طريق تساعدنا على العمل معاً، وبشجاعة وجرأة، من أجل تعزيز الاخوّة بين الناس والتضامن للوقوف في وجه كل من يشوّه مسيرة الانسان ويهدد كرامته وحريته وحقوقه.”
وختم: بالعودة إلى انجيل التطويبات، متمنياً أن نكون، كما تقول احدى ترانيمنا، “يا سيد، الرجاء حيث، لا رجاء، اجعلنا شعب تطويباتك، أي بناة السلام والعدالة.”
كلمة الأب جورج مسوح:
هذا “الكتاب المقدّس للسلام والعدالة” يأتي في آوانه هو لأن هذه البلاد يوجد فيها ديانات توحيدية ويبدو أن هذه الديانات تعطي قيمة للنص أكثر مما يستحق، نحن المسيحية ديانة شخص اسمه يسوع المسيح تجسّد وأتت الكلمة لتخبرنا عنه هو المهم هو المحور وليس النص، فالنص حمال أوجه إذا شئنا أن نذهب إلى الكتاب المقدس نجد أن الذين اثاروا حروباً دينية قديماً في المسيحية استندوا إلى الكتاب المقدّس وكل الهرطقات المسيحية استندت إلى الكتاب المقدّس وكل من عمل على إنحراف معين يجد تبريراً له في الكتاب المقدّس من هنا تسليط الضوء على المشكلة الأساسية اليوم عبر إبراز أهمية السلام والعدالة في الكتاب المقدّس في آوانها كي لا تستعمل هذا الكتاب.”
ورأى أن في القرأن أيات كثيرة تنهي عن العنف وأعطى على سبيل المثال قصة “قايين وهابيل”.
تابع: “إن في الكتاب المقدّس آيات السلام وايات العنف مرتبطة بظروف ولكن في العهد الجديد هي من صلب ومن جوهر تعليم يسوع المسيح، بينما اياب العهد القديم لها علاقة بالظرف (تحرير أرض كنعان مثلاُ) لذلك يجب تعطيلها وبالتالي لا عنف بحسب ما ورد في العهد الجديد.”
أضاف: ” العدالة هي مرحلة أولى للوصول إلى المحبة هي نوع من تدريب أولى للإبتعاد عن الظلم لنصل إلى المرحلة الأولى من العدالة وهو أقل شيء ممكن يطلب من المسيحي أن يعمله، بينما المطلوب تجاوز المحبة إلى العدالة، لأن العدل ليس قيمة بحد ذاته،وبالتالي هذا الكتاب لا بدّ منه لكي يدربنا على أن نتجاوز ما فيه إلى شخص يسوع المسيح إلى المحبة”.
وختم بالقول “أتمنى على المسؤولين عن المدارس الكاثوليكية والإنجلية والأرثوذكسية بأن يدخلوا هذا الكتاب ضمن المنهج التعليمي للمدارس المسيحية في لبنان وهذه هي توصية تطلق للمرة الأولى”.
واختتمت الندوة بمداخلة الدكتور شوكت مقرّي فقال:
“الدين سيف ذو حدين استعمله الرؤساء الدينيون والسياسيون، وما زالوا يستعملونه للخير كما للشر. للخير عندما يسعون إلى تحقيق العدالة بين الناس عن طريقه، والشر عندما يستخدمونه كوسيلة لتعزيز سلطتهم على الناس وتحقيق مآربهم الشخصية”.
تابع: عندما انتخب البابا فرنسيس ملأني بالفرح اختياره اسم “فرنسيس “شعاراً له ورمزاً لرسالته، مشيداً بالمبادرة الجريئة التي جاء بها البابا عندما دعى الرئيس الفلسطيني والرئيس الاسرائيلي إلى الصلاة من أجل السلام في الأراضي المقدّس، وهذا حدث يوم الأحد في السابع من حزيران الماضي”.
ورأى أن “العلاقة بين الكنيسة والدولة علاقة معقّدة وملغومة. هناك خطران يجب على المسيحيين تفاديهم. الأول يكمن في تجاهل الواقع السياسي الذي نعيش فيه وانعزالنا عن المجتمع خوفاً من فقدان هويتنا المميزة لا سيّما في البلاد التي تشكّل فيها أقلية قليلة. الخطر الثاني يكمن في انحيازنا إلى جانب السلطات السياسية وتأييدنا لها بحثاً عن الحياة الآمنة وبعيداً عن المشاكل التي قد نتعرّض لها إن لم نؤيّد السياسة الرسمية للدولة.”
وتساءل مقرّي: “كيف بإمكاننا نحن المسيحيون الشرقيون أداء رسالتنا في المحيط الإسلامي الذي نحيا فيه؟ علينا أن نعمل مع جميع أشقاءنا المسلمين وبصورة خاصة الذين ينادون بالإصلاح الديني والإجتماعي والسياسي لتحقيق المثل المشتركة بين الإسلام والمسيحية ومن ضمنها القيم الخمس وهي أولاً السلطة الحقيقية تكمن في خدمة المواطن وليس في السيطرة، ثانياً قبول التعددية والديمقراطية، ثالثاً ضرورة العدالة والرحمة والمسامحة، خامساً حرية المعتقد وسادساً خدمة المحتاجين والدفاع عن المظلومين.”
وختم بالقول: “أدعو إلى الله أن يساعدنا جميعاً لبناء مجتمع جديد مبنيّ على السلم والعدالة ليأت ملكوته على الأرض كما في السماء”.