البابا: في وجه الزؤان في العالم، تلاميذ الرب مدعوون للتمثل بصبر الله

في كلمته قبيل صلاة التبشير الملائكي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البابا فرنسيس قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد 20 تموز 2014 من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير!

تقدم لنا الليتورجية هذا الأحد بعض الأمثال من الإنجيل، وهي عبارة عن قصص صغيرة استخدمها يسوع ليعلن ملكوت الله الى الحشود. من بين الأمثلة في قراءة إنجيل اليوم، يوجد مثل معقد قليلا وهو شرح يسوع للتلاميذ عن القمح والزؤان الذي يطرح مشكلة الشر في العالم ويسلط الضوء على صبر الله (راجع متى 13، 24-30. 36-43). يدور المثل في حقل يزرع فيه المزارع القمح ولكن في الليل يأتي العدو ويزرع الزؤان، وهي كلمة تشتق من كلمة “شيطان” وتدل الى مفهوم الإنقسام. أراد العبيد أن يجمعوا الحشائش السيئة على الفور ولكن رب البيت منعهم قائلا: “لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ.”

إن شرح المثل منقسم الى شقين. أولا، هو يقول أن الشر في العالم لا يأتي من الله بل من العدو، الشيطان. هذا العدو هو المكر: هو يزرع الشر وسط الخير لكي يصبح من المستحيل بالنسبة إلينا أن نفرق بينهما، ولكن هذا ما سيفعله الله في النهاية.

ثانيًا، يظهر المثل التناقض بين نفاذ صبر الخدام وصبر رب البيت الطويل، هو الذي يمثل الله. نحن أحيانًا نصدر الأحكام باستعجال، ونصنّف إذ نضع الخير هنا والشر هناك. ولكن فلنتذكر صلاة الفريسي حين قال: “اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ” (لوقا 18، 11-12). الله يعلم كيف ينتظر. هو ينظر الى “حقل” كل إنسان بصبر ورحمة. هو يرى بطريقة أفضل منا الأوساخ والشرور، ولكنه يرى أيضًا بذور الخير وينتظرها بثقة كي تنضج. الله صبور، هو يعلم كيف ينتظر.

إن موقف رب البيت هو موقف الرجاء، المبني على الثقة بأن الشر ليست له الكلمة الأولى ولا الأخيرة. بفضل هذا الرجاء الصبور بالله يمكن للزؤان، الذي يتمثل بالقلب الممتلئ بالخطايا، أن يصبح في النهاية قمحًا جيدًا. ولكن انتبهوا: لا يتثمل الصبر الإنجيلي باللامبالاة أمام الشر. لا يمكن للشخص أن يخلط بين الخير والشر! في وجه الزؤان في العالم، تلاميذ الرب مدعوون للتمثل بصبر الله، وتغذية الرجاء من خلال ثقة لا تتزعزع بانتصار الخير في نهاية المطاف، أي انتصار الله.

في الواقع، أخيرًا، ستتم إزالة الشر والتخلص منه. في وقت الحصاد، أي في الدينونة، سينفذ الحصادون أوامر رب البيت وسيحرقون البذور السيئة. (متى 13: 30). في ذلك اليوم من الحصاد النهائي، سيكون يسوع هو القاضي الذي زرع البذور الطيبة في العالم والذي أصبح بنفسه “حبة طيبة” ماتت وقامت مرة أخرى. في النهاية سنحاكم جميعنا وفق الأسس نفسها التي حاسبنا بها الآخرين: إن الرحمة التي منحناهم إياها ستمنح لنا أيضًا. فلنسأل العذراء مريم، أمنا، أن تساعدنا على النمو في الصبر، والرجاء، والرحمة.

***

نقلته من الإيطالية الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Francesco NULL

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير