من هو فرنسيس الأسيزي؟ كيف بدّل شفيع إيطاليا تاريخ الكنيسة؟ لمَ اختار خورخيو ماريو بيرغوليو اسم فرنسيس عند انتخابه بابا؟ كلها أسئلة أجاب عليها الأب رانييرو كانتالامسا وعلى أسئلة غيرها في كتابه الذي صدر أخيرًا “مغروم بالله. سر البابا فرنسيس”. لهذه المناسبة، أجرت زينيت مقابلة معه وننشر في ما يلي أبرز ما أتى في حديثه معها:
زينيت: أيها الأب رانييرو، ماذا يكمن “سر” القديس فرنسيس؟
الأب رانييرو كانتالامسا: إنّ سر القديس فرنسيس ليس فكرة إنما شخص يحمل اسمًا معينًا “يسوع المسيح ويسوع المصلوب”. بعبارة أخرى، إنّ سره يكمن في حبه المجنون للمسيح.
إنّ فرنسيس لم يكن أي مفكّر أو شافٍ: من أين تأتي جاذبيته وشهرته؟
أجل، هذا مفاجىء. إنّ تلميذه القديس أنطونيوس البدواني يتخطى معلمه بالأعاجيب وبشهرته. إنّ شخصية فرنسيس بالكامل وعمله هما ما يحققان فيه واحدة من الإنجازات البشرية الأكثر روعة بحسب ما يقول علماء النفس. لقد سأله مرة الأخ ماسيو: “لماذا يتبعك الجميع؟” فأجابه فرنسيس: “لأنّ الرب لم يجد على الأرض خاطئًا أكثر مني”. لقد كان صادقًا ولكنه لم يقل الحقيقة. في الواقع، إنّ العالم أجمع، منذ أكثر من ثمانية قرون لا يزال يسير وراء فرنسيس لأنهم يرون فيه القيم التي يؤمن بها المؤمنون وغير المؤمنين وهي الفرح والسلام والأخوّة.
لماذا اختار برغوليو اسم قديس أسيزي؟
نحن نعلم التفسير الذي قدمه البابا بنفسه. لقد همس أحد أصدقائه الكرادلة، البرازيلي كلاوديو هوميس في أذنه وقال: “لا تنسَ الفقراء! وعليه، فكر البابا تلقائيًا بفرنسيس الأسيزي. إنما أنا مقتنع بأنّ هذا الاسم قد أُعطي له من فوق، أعلى من الكاردينال. في كل الأحوال، من المؤكّد أنّ هذا الاسم لا يمكن أن يُمنح لشخص لا يستحقه والأحداث تؤكّد ذلك.
ما الفرق بين الفقر الذي يبشّر به البابا فرنسيس وبين ما بشّر به شفيع إيطاليا؟
إنّ أشكال الفقر تختلف بين هاتين الحالتين (لدينا سياقات وحقبات مختلفة). ومع ذلك، إنّ روح الفقر الذي يتجلى بالبساطة والرصانة في الحياة الشخصية وفي محبة الفقراء هو نفسه. أنا أعتقد أنّ فرنسيس الأسيزي هو سعيد جدًا لأنه ممثَّل جيدًا على الأرض، وتحديدًا من خلال من كان يكنّ كل الاحترام والتقدير لشخصه ويدعوه “يا سيدي البابا”.
***
نقلته إلى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.