"يوم الأحد الفائت قرع أربعة أشخاص مسلحين غير ملثمين ولكن معروفين في الموصل باب الدير فاستقبلناهم وفوجئنا بفرضهم علينا ثلاث شروط: إما الأسلمة أم دفع الجزية أم ترك الدير، فاخترنا أن نترك الدير، أعطينا مهلة قصيرة لنأخذ الملابس والملابس فقط، من دون أي شيء آخر. خرجنا سوية معهم من الدير وقبل أن نخرج من الباب الرئيسي، طلب مني أحدهم مفاتيح السيارتين فأعطيته إياها فقاد اثنان منهم كل واحد سيارة من سيارات الدير ونحن أخرجونا بسيارة تابعة لهم وأبعدونا عن الدير بحدود 10 كلم الى حدود قريبة من قرقوش بغديدا وتركونا في العراء وطلبوا منا أن نكمل سيرًا على الأقدام. كنا أربعة رهبان، مشينا تقريبًا مسافة كيلومتر الى أن بلغنا الحدود الآمنة لبغديدا وكان بانتظارنا سيارة فيها أشخاص كنا قد أعلمناهم بخروجنا من الدير وأخذونا الى قرقوش."
وأما عن المخطوطات والصلبان والأيقونات والمقدسات فماذا قال الراهب؟
"آخر اتصال كان صباح اليوم علمنا خلاله أن أحد الأربعة الذين قرعوا بابنا قبع في الدير وكأنه يحرسه، ولم يمسوا الدير ولم يخربوه وكل ما نسمعه هو إشاعات عارية من الصحة."
ماذا عن مصير العائلات النازحة؟
"أجبروا العائلات على الخروج وأخذوا منهم كل المقتنيات تاركين لهم الثياب فقط، واتجهت العائلات الى قرقوش بغديدا واستطعنا أن نؤمن الحاجات الضرورية من مأكل ومسكن...كل بحسب مقدوره، وبحسب ما استطاعت المنظمات الخيرية تأمينه."
ما مصير مسيحيي الموصل؟
"كل من يملك إمكانيات مادية يسعى للسفر ولكن ليس الى بلدان عربية بل الى بلدان أجنبية كأميركا وأستراليا..."
هذا وناشد الراهب كل المنظمات الإنسانية بالتحرك لاستيعاب حجم الكارثة التي المّت بالمسيحيين.