في مقابلة أجرتها زينيت مع مدير عون الكنيسة المتألمة في فرنسا مارك فروماجي أفصح هذا الأخير عن أن العراقيين المسيحيين الذين “طردوا” من الموصل فقدوا كل شيء وهم يتكلون بالكامل على المساعدة التي تؤمنها لهم هذه المؤسسة. أما الحوار الذي دار مع فروماجي فانطوى على موضوع الساعة وما الجديد الذي طرأ فيه.
أولا، سئل فروماجي إن كان ما طلبته “الدولة الإسلامية” من المسيحيين العراقيين أي أن يعلنوا اسلامهم أم يدفعوا الجزية أم يغادروا هو الأول من نوعه في العراق فأجاب أنه وللأسف لطالما تمت مضايقة المسيحيين في العراق وجرى التضييق عليهم، ولطالما تعرضوا لانتهاكات ولكن هذه المرة نعم، تختلف الأوضاع لأن الوحشية طغت والإضطهاد قوي ولذلك لم نشهد نموًّا كبيرًا للمسيحيين في السنوات الأخيرة في العراق ولكن اليوم يتحرك بعض الأشخاص إزاء هذا الوضع وهذا بشير خير. لفت فروماجي أنه في الأزمنة الماضية اضطر بعض السكان لإعلان إسلامهم خوفًا من الموت وما يحدث اليوم في الموصل مأساوي فعدد المسيحيين أصلا كان قد انخفض فعلا في العقود الماضية وهو الآن ماض الى الزوال.
بالطبع، كلنا نقلق على حال المسيحيين الذين فروا الى كردستان فسئل فروماجي عن أحوالهم وأوضاعهم وكيف يعيشون اليوم فقال أن الذين رحلوا في المرحلة الأخيرة هم الأكثر تضررًا لأنهم لم يمنحوا الوقت الكافي لأخذ حاجياتهم أم مالهم ومجوهراتهم، بل ذهبوا بثيابهم التي كست أجسادهم فقط لا غير وهم يتكلون اليوم بالكامل على المساعدة التي تقدمها عون الكنيسة المتألمة لأن السلطات الكردية لم تقدم الكثير. هذا وأوضح أنه يجب على الكنيسة أن تدير الموضوع ولولا مساهمة المؤسسات كعون الكنيسة المتألمة وكاريتاس وغيرها لما استطاع الناس مواجهة الوضع الراهن. كذلك أكد أن مؤسسة عون الكنيسة المتألمة كانت قد بدأت تمد الناس في سوريا والعراق بالمساعدات منذ بدء الصراع وهي الآن تقوم بالأمر عينه في الموصل.
ما المستقبل المنتظر لمسيحيي العراق؟ وهل هم بامان في كردستان؟ بهذا السؤال اختتمت المقابلة فأجاب فروماجي أنه من الصعب التنبؤ بمستقبل المسيحيين ولكنهم بأمان اليوم في كردستان ولكن ما من شيء أكيد حول الحماية التي سيحظون بها الى المدى البعيد. أما عن المسيحيين الذين لا يزالون في بغداد فمصيرهم متعلق بما سيحصل لاحقًا ولكن في الآونة الحالية لا شيء مشجع يظهر في الأفق. سلط فروماجي الضوء على أن عدد المسيحيين تقلص منذ عام 2003، وقد اختفى الوجود المسيحي من بعض البلدان ولا شيء يمنع من اختفاء المسيحيين من العراق أيضًا وهذه ستكون خسارة كبرى للكنيسة ولتاريخ البلاد وتقاليدها.