بعد مرور عام على زيارته الى جزيرة لامبيدوزا بعث البابا فرنسيس رسالة الى أبرشية الأرجنتين التي تنظم الصلوات والتأملات والاحتفالات بهذه الذكرى السنوية الأولى. تأسف البابا في رسالته على تفاقم الوضع المأساوي وطالب بمساعدة الجميع بروح أخوية.
***
الى أخي الجليل،
المونسنيور فرانشيسكو مونتينيغرو
رئيس أساقفة الأرجنتين
تشعل الذكرى السنوية الأولى لزيارتي لامبيدوزا في داخلي أحاسيس شكر للرب الذي منحني فرصة الذهاب الى أرض صقلية هذه لأصلي كي أصلي لضحايا الغرق، وكي أعبر عن قربي من اللاجئين الذين يبحثون عن حياة أفضل ولأسلط الضوء على مآسيهم، وأنا أتقدم بالشكر من سكان لامبيدوزا ولينوزا الذين يتشاركون بعمل متضامن مدعوم من الجمعيات والمتطوعين وقوات الأمن. خلال هذا اللقاء الذي حمل عدة معاني، ومع الكنيسة الكامنة في الأرجنتين، ظهر الحضور الروحي والمعنوي لكل الجماعات الكاثوليكية الإيطالية: على مستويات مختلفة وبأشكال عديدة، فهي جزء لا يتجزأ من عمل الترحيب بالمهاجرين.
بعد مرور عام، ها هي مشكلة الهجرة تزداد سوءًا والمآسي تتوالى بخطى ثابتة. قلبنا يتألم لتقبل وفاة إخوتنا وأخواتنا الذين يواجهون الرحلات المرهقة للهروب من المآسي، والفقر، والصراعات، والحروب، التي غالبًا ما تكون مرتبطة بالسياسات الدولية. ها أنا أتوجه مرة أخرى ولكن بالروح الى البحر الأبيض المتوسط لأبكي مع الذين يتألمون ولكي أرمي الورود مع دعاء من أجل النساء والرجال والأطفال الذين وقعوا ضحية مأساة تبدو بلا نهاية. لا يجب أن نواجه ذلك بمنطق اللامبالاة، بل بمنطق الضيافة والمشاركة لكيما نحمي ونعزز كرامة الشخص البشري ومركزية كل إنسان.
أنا أشجع الجماعات المسيحية وكل الأشخاص من ذوي الإرادة الصالحة لكي يواصلوا تحننهم على من هم بحاجة وليمدوا لهم أيديهم، من دون حساب أم خوف، مع حنان وعطف. في الوقت عينه، أتمنى أن تكون المؤسسات المختصة، بشكل خاص على الصعيد الأوروبي، أكثر شجاعة وكرمًا في مساعدة اللاجئين.
مع تمنياتي هذه، ها أنا أمنحكم، أيها الإخوة الأعزاء، وكل الذين سيشاركون بأوقات صلاة وتأمل، بركتي الرسولية.
من الفاتيكان، 23 حزيران 2014
بروح أخوية،
فرنسيس
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية