البابا: اخرجوا وابحثوا عن الخطأة، فأنتم لديكم قلب الله

في عظته الصباحية في دار القديسة مارتا

Share this Entry

“لا يخاف المسيحي الحقيقي من أن “يلوث” يديه مع الخاطئين حتى على حساب صيته لأنه يملك قلب الله الذي لا يريد أن يضيع أي أحد”، هذا ما شدد عليه اليوم البابا فرنسيس خلال عظته الصباحية من دار القديسة مارتا في الفاتيكان. ركز البابا عظته على مثال الخروف الضال والدرهم الضائع. استهل فرنسيس كلامه بالقول أن الفريسيين كانوا يتذمرون من استقبال يسوع للخطأة ومن تشارك الطعام معهم، ففي ذلك الوقت كانت هذه الأمور تعتبر كفضيحة فعلق البابا ممازحًا: “تخيلوا لو أن الصحف كانت موجودة حينها!”

هذا ما أتى يسوع من أجله، البحث عن كل من تاه عن الله، ومن هذين المثلين نرى كم أن قلب الله لا يكل، والله لا يتوقف عند نقطة معينة بل يتابع المسير الى أقصى الحدود، هو لا يقول “لقد فعلت ما بوسعي، والمشكلة منهم وليست مني!” كلا! بل إنه يسعى دائما الى الأمام. كان الفريسيون يهتمون بالأرباح والخسائر كثيرًا أي كانوا “يتوقفون في منتصف الطريق”، كانوا يقولون نعم فقدت هذه النقود أم هذه الخراف ولكنني ربحت كثيرًا بالمقابل: “هذا لا يدخل في عقل الله! الله ليس تجارة رابحة الله هو الآب وسيتمم مسيرة الخلاص حتى النهاية هذه هي محبة الله.

الى جانب ذلك أكمل الأب الأقدس عظته متأسفًا على الأسقف الذي يقف على باب الكنيسة ينتظر، وعلى المسيحي الذي لا يشعر في قلبه بضرورة الخروج والتبشير بالمسيح للآخرين. كم يخطئون اولئك الذين يظنون بأنهم على حق كالفريسيين والكتبة، فهم لا يريدون أن “يلوثوا” أيديهم مع الخطأة فهم كانوا يفكرون بأن المسيح وإن كان حقًّا نبيًّا كان ليعلم بأن هؤلاء الناس خطأة، نعم هم كانوا يحتقرون الناس!!

برأي البابا إن الأسقف الذي يتوقف في منتصف الطريق هو منهزم، لأنه يجب عليه أن يملك قلب الله، ويذهب الى أقصى الحدود لأنه لا يريد أن يضيع أي أحد. إن الراعي الحقيقي لا يقبل بخسارة أحد، ولذلك لا يخاف أن يلوث يديه فيذهب الى حيث يجب عليه الذهاب، ويوشك ان يخسر مكانته وراحته ولكنه الراعي الصالح، وكل المسيحيين يجب أن يكونوا كذلك. من السهل أن نحكم على الآخرين كما فعل الفريسيون ولكن ذلك ليس من شيم المسيحي أو ابن الله لأن ابن الله يذهب الى أقصى الحدود ولا يتوقف في منتصف الطريق.

أخيرًا شدد البابا على أن الراعي الحقيقي هو الذي يخرج من  نفسه ويتوجه الى الله بالعبادة والصلاة ويخرج ليبشر الآخرين برسالة الخلاص. “هؤلاء الفريسيون لم يعلموا أنه يجب رفع الخروف على الأكتاف بحنان والعودة به الى مكانه الصحيح…هؤلا لم يعلموا ما هو الفرح…والمسيحي يعلم تقريبًا ما هو ولكن الفرح الحقيقي هو في السماء، يأتي من الله من قلب الآب المخلص…”

Share this Entry

نانسي لحود

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير