تابع البابا رسالته مطالبًا بالتوصل إلى اتفاق يكون شاملا وبتبني نظرة سياسية سخية حيال أوضاع البؤس والألم لافتًا إلى أن جدول أعمال قمة مجموعة العشرين يرتكز بنوع خاص على الجهود التي تهدف إلى إعادة إطلاق مشروع التنمية المستدامة للاقتصاد العالمي، بهدف إبعاد شبح الركود.

الى جانب ذلك، وبحسب المصدر عينه أكد البابا أن الجميع يتّفق على ضرورة خلق فرص لعمل كريم ومستقر يعود بالفائدة على الكل لكن هذا الأمر يتطلب جهودًا خاصة. في خضم رسالته أيضًا سلط البابا الضوء على وجود أعداد كبيرة من الرجال والنساء في عالم اليوم يعانون جراء سوء التغذية وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل، لاسيما وسط الشبيبة، ناهيك عن تنامي ظاهرة الإقصاء الاجتماعي وهذا ما يشكل تربة خصبة للنشاطات الإجرامية وتجنيد الإرهابيين.

وكتب فرنسيس أيضا أن العالم بأسره ينتظر من مجموعة الدول العشرين أن تتوصل إلى اتفاق شامل يساهم، ضمن إطار منظومة الأمم المتحدة، في وضع حد لأوضاع الظلم في الشرق الأوسط التي تعاني منها مختلف الجماعات الدينية والعرقية، خصوصا الأقليات منها. ورأى أن هذه الأزمة الراهنة في المنطقة تتطلب بلوغ اتفاق يزيل الأسباب العميقة الكامنة وراء الإرهاب الذي وصل إلى حدود لم يكن تصورها ممكنا لغاية اليوم، لافتا إلى أن هذا الإرهاب يتغذى من الفقر والتخلّف والإقصاء.

وأكد الحبر الأعظم أن الحل لهذه المشاكل يجب ألا يقتصر فقط على الوسائل العسكرية، بل لا بد من تركيز الجهود على الأطراف التي تقوم  ـ بشكل أو بآخر ـ بتشجيع المجموعات الإرهابية من خلال الدعم السياسي والتجارة غير المشروعة للنفط وتزويد هذه المجموعات بالأسلحة والتكنولوجيات الحديثة، وينبغي أن تُبذل جهود تربوية مع تعزيز الوعي بأن الدين لا يمكن استغلاله لتبرير العنف. كما اعتبر البابا أن الوضع في الشرق الأوسط يعيد اقتراح النقاش المتعلق بمسؤولية الجماعة الدولية في حماية الأفراد والشعوب من التعدي على حقوق الإنسان والازدراء التام للقانون الإنساني.