أريد أن أثور ضد كل من يقتل الإنسان ويسلب حريته... ضد من يدفن البشر أحياءً، ويغتصب العذارى ..ويسبي الصبايا .. ويثكل الأمهات...فإن لم يثر الأب أو الاخ الذي سبيت ابنته أو أخته أمام عينيه،  ولم ينتفض من سُلبت أرضه بين ليلة وضحاها؟ ولم يتحرك من فقد كل شيء وغدا بلا مأوى غريبا في الوطن.....فمتى نثور؟

ثلاثة أشهر ويزيد.. مرت ونحن بعيدون عن أرضنا، نحلم كل يوم بالعودة إليها، وعود السياسيين الكاذبة تخدرنا..تسكن الألم لكنها لا تعالج الداء.. فلماذا نسكت؟ لماذا نرضى بما آل اليه حالنا من بؤس و؟ لماذا لا نثور ضد الظلم؟ لماذا نبقى عبيدا لهذا وذاك؟ ولماذا نسمح للآخر أن يتحكم في مصيرنا؟ أما آن لنا نحن أن نمسك بدفة قيادة مصيرنا ونعرف أين نوجهه؟

ها قد أتى فصل الشتاء، ولم نزل نعيشُ في المخيمات، الأمطار فوقنا، والأوحال تحتنا، وهل في الكرفانات، إن وجدت، بديل للبيوت؟ أطفالنا يتعذَبون..آباؤنا وأجدادنا مكتئبون، من سيحمينا من قساوة هذا الشتاء؟ هل ستكفينا البطانية أو اللحاف؟! فلا ملابس لدينا ولا نقود لنشتري هذه الملابس؟

أكثر من ثلاث عوائل تسكن منزلا واحدا، فإن أصابت أحدهم الإنفلونزا، فماذا سيكون حال الآخرين؟!

هل في البطانية والمواد التموينية وكوبونات الشراء وسائر الأمور البسيطة الأخرى ما يجعلنا نشعر بالراحة ولو قليلا؟ كلا... هذا خطأ، بل خطيئة... أن نرضى بالفُتات الذي يلقى إلينا وننسى حقنا المسلوب، أن نكون مواطنين لكننا في وطننا مضطهدون بل نحن لاجئون في بلدنا، لكننا لا نمتلك حقوق اللاجئين.. فكيف بحقوق المواطنة؟

إن الشعوب العظيمة هي التي تصنع تاريخها، فلنتحد إذن، فما العيب في أن نتمرد على واقعنا الأليم؟ ما العر في أن  نثور ضد كل من يريد سحق كرامتنا، ونطالب بحقنا وبالحياة الكريمة التي يجب أن تتوفر لنا في وطننا على الأرض التي نحبها..

أليس من حق بل من واجب كل من ظُلـِم وسُلـِبت حريته وكرامته في هذه الأرض أن يثور؟ كثيرون منا يقولون إننا نموت كل يوم موتا بطيئا..أجسادنا حية لكن لا روح فيها....  سنموت حقا إن لم نفعل شيئا.. إن لم نستعد ارواحنا بأيدينا.

فإن سكتنا أكثر صدق فينا قول الشاعر:

مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ                     ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ

ثورتنا: من حقنا أن نعيش حريتنا في أرضنا. وأن نضغط على الحكومات والسياسيين الفارغين الذين جاؤوا من أجل الكراسي وملء الجيوب. فلو كانت الحكومات تريد حماية شعبها، لكانت بذلت كل ما في وسعها للحفاظ على هذا الشعب.. لا أن تتركه مرميًّا في الشوارع...

وكما قال جيفارا: يهمني ان يبقى الثوار منتصبين ، يملأون الارض ضجيجا، كي لا ينام العالم بكل ثقله فوق اجساد البائسين والفقراء والمظلومين..

كاترين لابوري والأيقونة العجائبية

في السابع و العشرين من تشرين الثاني تسلمت القديسة كاترين لابوري من العذراء ما سوف يُعرف بالأيقونة العجائبية. 
تقول القديسة “سمعت صوتا قائلا لي، إصنعي أيقونة وفقا لما ترين ….”
و لهذه الأيقونة جانبين. 
في الجانب الأمامي :
تقف العذراء فوق الكرة الأرضية، وتسحق الحية القديمة تحت قدميها. ووفقاً للرؤية بحسب الراهبة القديسة تبدو العذراء مشعة كما شروق الشمس، وفي جمالها الكمال و في أصابعها خواتم مرصّعة بالحجارة الكريمة. هذه الأشعة ترمز الى النِعم التي تنالها العذراء للذين يطلبونها منها أما الحجارة فهي رمز النعم التي لم يطلبها أحد… حول النقش يُقرأ “يا مريم التي حُبل بها بلا دنس, صلي لأجلنا نحن الملتجئين إليك”