تبدأ كلمة اليوم بعبارة لا تعجب أذن الإنسان المعاصر: الخضوع. تبدو هذه الكلمة قديمة، عتيقة في زمن نبحث فيه عن الحرية بأي ثمن ونعيش كأننا القبطان الوحيد لمصيرنا. غير أن كلمة الرب لا تتماشى مع الموضى التي تأتي وتمضي بل تحدث حياتنا وتدفعنا نحو عيش ما هو جوهري وحقيقي. فالكلمة تحذرنا بأن ما من إنسان أكثر “خضوعًا” من الإنسان الذي تستعبده شهواته، أهواؤه وانفعالاته. من ينفعل لا يفعل حقًا.
وتضعنا الكلمة أمام مفارقات:
– فقط من خلال خضوعنا لله نبلغ حريتنا الحقة.
– فقط من خلال التخلي عن إرادتنا الذاتية، نجد إرادتنا الحقة.
– فقط إذا ما انسجمنا مع الخير نطلق سيمفونية هويتنا الحقة.
مسيرة تحرير حريتنا تمر من خلال الشكران والعرفان الذي هو اعتراف بأننا لسنا وحدنا، بأننا لسنا في معركة ضد الجميع. العرفان يفتح قلوبنا على رؤية أننا محبوبين، محاطين بعلامات حب ورجاء رغم كل البغض واليأس.
وفي نهاية المطاف، إنما خضوعنا هو خضوع لنظرة الرب المُحبّة، نظرة ذلك الذي “أحبني ووهب ذاته لي”.