شدد البابا فرنسيس على أهمية الخير المشترك، وأضاف أن الجميع مدعوون، لاسيما من يمارسون مهنة متعلقة بحسن سير الحياة الاقتصادية في بلد ما، إلى لعب دور إيجابي وبنّاء في أداء عملهم اليومي. وإذ أشار إلى أن هذا الالتزام يتطلب تعاون الجميع، قال الأب الأقدس إن المسيحي يستمد يوميا من الصلاة وكلمة الله القوةَ للقيام أولا بواجبه بشكل جيد، بكفاءة وحكمة؛ وللذهاب أيضا لملاقاة الأشخاص المعانين من المصاعب. وأضاف البابا أن الاقتصاد والمال همان بعدان للنشاط البشري، وباستطاعتهما أن يشكلا فرصة للقاء والحوار والتعاون، كما وشدد على مركزية الإنسان وكرامته. وأضاف أنه عندما يصبح المال هدف ودافع كل نشاط وكل مبادرة، تسود النظرة المنفعية ومنطق الربح الذي لا يحترم الأشخاص مع ما يسببه من تراجع قيم التضامن واحترام الشخص البشري. وأشار البابا بعدها لأهمية اتخاذ خيارات تعزز الخير الاجتماعي والاقتصادي للبشرية كلها.
وتابع البابا فرنسيس كلمته للمشاركين في المؤتمر العالمي للمحاسبين مشجعا على العمل دائما بمسؤولية وتعزيز علاقات النزاهة والعدالة والأخوّة ومواجهة مشاكل الأكثر ضعفا وفقرا على وجه الخصوص وأشار إلى أنه لا يكفي تقديم أجوبة ملموسة على مشاكل اقتصادية ومادية إذ ينبغي تعزيز الأخلاق في الاقتصاد والعمل والحفاظ على قيمة التضامن كتصرف أخلاقي وتعبير عن الاهتمام بالآخر. وفي ختام كلمته شدد البابا على أهمية العمل لصالح عولمة التضامن، وذكّر بأن العقيدة الاجتماعية للكنيسة تعلّمنا بأن مبدأ التضامن يتحقق بتناغم مع مبدأ التكافل. وبفضل هذين المبدأين يتم العمل لخدمة الإنسان، وتنمو العدالة التي من دونها، لن يكون هناك من سلام حقيقي ودائم.