كثير منا يفسرون “الصليب” على أنه ،حصراً، العبء الذي يجب أن نتحمّله في حياتنا كالأمراض و معاكسات الحياة. ولكن بالحقيقة، أن وراء دعوة يسوع لحمل صلباننا ما هو أبعد.
أن صليب يسوع لم يكن يعني يوما “رمزية عبءٍ كان عليه تحمله على مضض من أجلنا” ، بل هو فعل بذل الذات الكامل حباً و ليس غصباً، مجاناً و ليس طمعاً… وهذه هي أعلى درجات المحبة.
بالتالي، دعوة “احمل الصليب واتبعني” تعني أنك إذا اردت أن تكون التلميذ الحقيقي، عليك أن تكون على استعداد للحب حتى بذل الذات. وهذا ما يسمى “الموت عن الذات”.
وفي الحياة ، قد نواجه الواقع التالي:
• هل أنا على استعداد لاتباع يسوع و لو كان ذلك يعني الابتعاد عن مقربين مني؟
• هل أنا على استعداد لاتباع يسوع و لو كان ذلك يعني فقدان وظيفتي؟
• هل أنا على استعداد لاتباع يسوع ولو كان ذلك يعني أن أضع حياتي؟
كم من الشهداء، على درجات، كانوا على إستعداد لكل تلك ، حبا في المسيح… ألمهم هو “علم القديسين” لأنه يتخطى الشعور السلبي الناتج عن التعرض للاذى: ليصبح الألم التعويضي الفاعل… ليصبح صليبهم حب، على ما تقول الأم تريزا: ” من يختار الحب لا بد أن يتألم و لكن إن واصلت الحب لن يكون هناك مزيداً من الألم وإنما مزيداً من الحب”….
كان كليف ستيبلز “جاك ” لويس، الملحد السابق و الذي عاد و تعمد و لمع بشهادته عن الإيمان المسيحي، يقول : ” إذا كنت ترغب في الدين ليجعلك تشعر بالراحة ، أنا بالتأكيد لا أنصح بالمسيحية.”
فعلى الملحد ، كما المؤمن ، أن يعرف أن المسيحية لا تستطيع أن تكون “أفيون” لانها دعوة مستمرة للموت عن الذات، و هذا مكلف: كلفته راحتنا ، لكن تعبه حياتنا…
يكمل يسوع: ” فان من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي يجدها… لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”
(متى 16 : 25)
الرب يصف التلميذ، و يعطيه ذاته مثالاً في حمل صليب الحب، و لكن يترك له ملء الحرية في الخيار…
فلنتنبه أن الأسئلة أعلاه تبدأ ب: “هل أنا مستعد؟”