البابا: لا تنغلقوا على أنفسكم بل ابحثوا عن يسوع في الفقراء!

في عظته الصباحية في دار القديسة مارتا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

استهل البابا عظته بالقول أن المسيحيين اليوم يميلون الى أن يكونوا مع يسوع ولكن لا يشعرون بالرغبة في ان يكونوا مع الفقراء والمهمشين فيعزلون أنفسهم داخل “الكنيسة الصغيرة” بعيدًا عن الواقع الكنسي الحقيقي. نحن نرى يسوع متناسين رؤيته في الفقراء والمهمشين. هذه هي التجربة التي تعيشها الكنيسة في كل العصور وهي الإنغلاق في قوقعة الكنيسة الصغيرة، على حد قول البابا، بدلا من أن تفتح الأبواب أمام المستبعدين اجتماعيًّا. ارتكزت عظة البابا على أغنى نص في الإنجيل وهو أعمى أريحا. هذا الرجل لم يكن مهمًّا ولكنه أراد الخلاص فظل يصرخ رافعًا صوته الى أن كسر حاجز اللامبالاة الذي كان يحوطه وقرع على باب قلب يسوع، على الرغم من أن التلاميذ حاولوا منعه من الاقتراب لكي لا يثير البلبلة، وهم بذلك حاولوا إبقاءه في “الضواحي.”

شرح البابا أن هذا الرجل لم يتمكن من بلوغ الرب بسبب حلقة التلاميذ التي كانت تغلق الأبواب. وهذا ما يحصل غالبًا بيننا نحن المؤمنين، فعندما نجد الرب وبدون أن نتنبّه نخلق حولنا ” قوقعة الكنسية الصغيرة”، وأضاف: “أنا لا أتحدث فقط عن الكهنة والأساقفة وإنما عن المؤمنين العلمانيين أيضًا، إذ نعتبر الأمر حقًا مكتسبًا “لأننا مع الرب!” وبحجة النظر إلى يسوع نشيح النظر عن احتياجاته: فلا نرى الرب الجائع أو العطشان، أو المسجون والمريض، كما ولا نراه أيضًا في المهمّش، وهذا الأمر يؤذي كثيرًا.”

تابع فرنسيس متحدثًا عن هؤلاء الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مختارين فيحاولون الحفاظ على “قوقعة كنيستهم الصغيرة” التي أنشأوها مبعدين كل من “يزعج الرب” حتى الأطفال: هؤلاء قد نسوا حبّهم الأول وعندما يصبح المؤمنون والكهنة في الكنيسة مجموعة تميّز ذاتها بالقرب من الرب فهي تعيش تجربة نسيانها للحب الأول، ذلك الحب الذي اختبرناه جميعًا عندما دعانا الرب وخلصنا وقال لنا: “أنا أحبك”. لقد كان التلاميذ يعيشون هذه التجربة، لقد نسوا حبّهم الأول، ونسوا “الضواحي” التي كانوا يعيشون فيها هم أيضًا قبل أن يلتقوا يسوع.

كما تحدث البابا عن جماعة أخيرة، وهي جماعة الشعب البسيط الذي “سبّح الله” بعد شفاء الأعمى: “كم من مرّة نجد هؤلاء الناس البسطاء الذين يعيشون حياتهم بالكثير من التضحيات والصلوات، لا يطلبون أية امتيازات لهم بل نعمة الله فقط. هذا هو الشعب الأمين الذي يعرف كيف يتبع الرب من دون أن يطلب أي امتياز، وهو قادر على تكريس وقته بالكامل للرب من دون أن ينسى الكنيسة المهمّشة أي الأطفال والمرضى والمسجونين.”

أخيرًا ختم البابا سائلا جميع الذين نالوا نعمة الدعوة أن يمنحهم الرب نعمة عدم الابتعاد أبدًا عن الكنيسة وعدم الدخول في قوقعة الكنيسة الصغيرة التي يخلقها بعض الذين يبتعدون عن كنيسة الله المتألمة التي تبحث عن الخلاص والإيمان وتحتاج كلمة الله: “فلنطلب نعمة أن نكون أمناء لله من دون أن نسأله أي امتياز يبعدنا عن شعب الله. 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

نانسي لحود

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير