البابا فرنسيس: "الارتداد هو افتقاد الرب لنا"

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

“إنتبهوا لئلا تكونوا مسيحيين فاترين أو مسيحيين يعيشون في المظاهر”. هذا ما حذّر منه البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته من دار القديسة مارتا مؤكدًا بأنّ على المسيحيين أن يستجيبوا دائمًا إلى دعوة يسوع للارتداد لكي لا يصبحوا خطأة فاسدين.

“إنّ الارتداد هو نعمة، إنه افتقاد الرب لنا”. تمحورت عظة البابا فرنسيس اليوم حول قراءات اليوم بحسب الطقس اللاتيني من رؤيا يوحنا (3: 1-6؛ 14-22) وإنجيل القديس لوقا (19: 1-10) حين التقى يسوع بزكا العشار. وأشار إلى أنّ الرب في القراءة الأولى سأل الشعب في اللاذقية أن يهتدوا لأنهم “فاترون”. “إنهم يعيشون في روحانية الرخاء” ويفكرون بهذا الشكل: “أنا أقوم بالأشياء التي أستطيع القيام بها إنما أشعر بسلام لأنّ أحدًا يمكن أن يزعجني ويسألني بأن أقوم بأشياء أخرى! من يعيش كذلك يظنّ بأنه لا ينقصه شيء وبأنه يتمم واجباته المسيحية فهو يذهب إلى القداس يوم الأحد، يصلي في بعض الأحيان، يشعر بأنّ كل شيء يسير على ما يرام، يعيش في نعمة الله، هو غني ولا يحتاج لشيء آخر…”

 وحذّر: “هذه الحالة هي حالة الوقوع في الخطيئة، إنّ الرفاهية الروحية هي الخطيئة. وقد قال الرب في هذا الصدد: “إني عليم بأعمالك، وأعلم أنك لستَ باردًا ولا حارًا. وليتك كنتَ باردًا أو حارًا! أما وأنت فاتر، لا حار ولا بارد، فسأتقيأك من فمي”. 

ثم تابع ليخبر عن دعوة الرب لمن يعيشون في المظاهر “هؤلاء من يظنون أنفسهم أنهم أحياء إنما هم في الواقع أموات” يطلب منهم الرب أن يسهروا ويتوبوا مشيرًا إلى أنّ المظاهر هي كفن هؤلاء المسيحيين: إنهم أموات”. وسأل: “هل أنا مسيحي يعيش في المظاهر؟ هل أملك حياة روحية؟ هل أشعر بالروح القدس وأصغي إليه وأتقدّم في مسيرتي؟ هل كل شيء على ما يرام وما من شيء عليّ إصلاحه؟ هل أعيش في نعمة الله؟ تنبّهوا من المظاهر لأنّ من يعيش في المظاهر هو ميت…”

إنّ الدعوة الثالثة هي الارتداد تمامًا مثلما حصل مع زكا وهو رئيس للعشارين وغني “إنه فاسد، يعمل لدى الغرباء، للرومان وخان وطنه وهو يشبه الكثير من المسؤولين الفاسدين الذين نعرفهم والذين بدلاً من أن يخدموا الشعب يستغلونه من أجل مصالحهم الشخصية”. ولكنّ زكا بالرغم كل ذلك عندما علم باقتراب يسوع أصابته الحشرية وأراد أن يراه… “إنّ الروح القدس هو ذكي، أليس كذلك؟ لقد زرع بذرة الحشرية… فكّروا بهذا الرئيس للعشارين بأنهم بالرغم من كل غناه تسلّق الجميزة ليرى يسوع لأنه أوشك أن يمرّ ومع ذلك لم يشعر بالخجل من ذلك. لقد عمل الروح القدس في قلبه ومن ثم دخلت كلمة الله ومعها الفرح. “إنّ من يعيشون عيشة الرفاهية الروحية وبحسب المظاهر نسوا ما كان الفرح وأما زكا فوعد بأنّ يعطي نصف أمواله للفقراء وأن يردّ على كل من ظلمهم أربعة أضعاف”.

ثم ختم البابا فرنسيس أنّ هذه “هي الدعوات الثلاث هي من أجل الارتداد” ويسوع بنفسه قام بدعوة الفاتر ومن يعيش الرفاهية الروحية وكل من يعيش في المظاهر، لكل من يظنّ نفسه بأنه غني إنما هو فقير، لا يملك شيئًا وميت. إنّ كلمة الله قادرة أن تغيّر كل شيء إنما نحن لا نتحلّى بالشجاعة لنؤمن بها، أن نقبل هذه الكلمة التي تشفينا من الداخل. في هذه الأسابيع الأخيرة من السنة الليتورجية تريدنا الكنيسة كلنا أن “نفكّر جديًا بتوبتنا حتى نمضي قدمًا في حياتنا المسيحية. إنها تطلب منا أن نتذكّر كلمة الله، إن كلمة الله تعيد إلينا الذكرى وتدعونا لنحافظ عليها ونسهر ولكنها تطلب منا أيضًا أن نطيع كلمة الله هذه لكي نتوب ونتمكن من بدأ حياة جديدة”. 

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير