قدمت هذه الدراسة مجموعة بارنا وهي تظهر أن معدل عدد الأشخاص الذين لا يذهبون الى الكنيسة في الولايات المتحدة ارتفع من 30% ليبلغ 43% عام 2014، من جهة أخرى يبلغ معدل الذين يرتادون الكنيسة على الأقل مرة في الشهر 49% و8% يقصدونها بشكل دائم.
تصف الدراسة الشخص بغير الكنسي إن لم يرتد الكنيسة إلا لحضور زفاف أم دفن على ستة أشهر متتالية. كذلك أظهرت الدراسة أن نسبة الأفراد العلمانيين تنمو ببطء ولكن بثبات. أما إحدى التحديات الثقافية التي جاءت في البحث فهي الثورة الرقمية، وهي لا تشتت انتباه الناس فحسب بل تشعر الشباب بشكل خاص بأنهم معنيون وعليهم أن يساهموا فيها لا أن يستهلكوا ما تقدمه ما يشكل تحديًّا لتقنيات الاتصال التقليدية في الكنيسة. أما الميزة الكبرى لهذه التغيرات فهي أنها تطال الجزء الشبابي الذي غالبًا ما يجول الإنترنت بحثًا عن الإيمان على عكس الجيل القديم.
يتراجع في أميركا عدد الذين يذهبون الى القداس أما أولئك الذين يوصفون بغير الكنسيين فعددهم قليل وهم يشكلون نسبة 1 على 10 من السكان. من هنا وإن أردنا أن نحث المؤمنين على العودة الى الكنيسة علينا أن نفهم أولا ما الأسباب التي دفعتهم الى عدم الذهاب، فنجد أن قلة من الناس الذين لا يذهبون الى الكنيسة هم ضد الدين لكنهم يرون أن موضوع ارتياد الكنيسة ممل ولا معنى له ولا قيمة.
58% من البالغين غير الكنسيين يصلون لله مرة في الأسبوع وآخرون يقرأون الكتاب المقدس ولكن ما يميز هؤلاء الأشخاص عن غيرهم هو أنهم لا يبذلون جهدًا كبيرًا لتعميق هذه العلاقة مع الله.
ما يلفت النظر في البحث هو أن ثلث البالغين الذين لا يذهبون الى الكنيسة هم من الكاثوليك السابقين وقد أصبحوا أعضاء في الكنيسة البروتستانتية ولكنهم يترددون في التواصل مع الكنيسة الكاثوليكية.
وهنا طرح السؤال: لم ينسحب الشبان من الكنيسة؟ فقدمت الدراسة 6 أسباب رئيسية:
– الكنيسة تضع قيودًا
– المسيحية التي تمارس تعد خانقة
– الكنائس تبدو معادية للعلم
– الكنائس تأخذ حيّزا صارمًا تجاه الحياة الجنسية
– ينفرون من تفرد المسيحية
– الكنيسة غير ودودة مع الذين يشكون
أما عن كيفية جذب الناس الى الكنيسة فأكد الباحثون أن الكنيسة هي مكان للقاء الله والموسيقى والأجهزة الصوتية ليست أنظمة جذب أساسية. أشارت الدراسة أيضًا أن كثيرين يعودون من القداس من دون أن يشعروا بأنهم تواصلوا حقًّا مع الله. من ناحيته اقترح كاتب البحث طرقًا لجذب الناس الى الكنيسة ومنها الصلاة والخدمة والمحبة والرحمة، وهذا برأيه تحد كبير ولكن يستحق المجازفة.
***
نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود – وكالة زينيت العالمية