كان ينقص المسيحيّ في الرقّة مسألة دفع الجزية للدولة الإسلامية ليرحل عن أرضه! فالجزية التي كان كلّ إنسان غير مسلم مجبراً على دفعها للسلطات الإسلامية لغاية القرن التاسع عشر تطبيقاً لأحكام الميثاق الذي يضمن حمايته من الاعتداءات وحرّية معتقده، مفروضة على مسيحيي الرقة شمال سوريا. وبحسب ما أورده موقع “وكالة فيدس” الإلكتروني، تبلغ الجزية 535 دولاراً أميركياً وقد بدأ تطبيقها في 16 تشرين الثاني الجاري. إلا أنّه يصعب على العائلات المسيحية الـ23 المتبقّية في الرقّة (من أصل 1500 عائلة قبل بدء النزاع) دفع هذا المبلغ، لأنّ الحرب أغرقتها في الفقر، ممّا سيجبرها على ترك منازلها.
في السياق نفسه، تجدر الإشارة إلى أنّ الرقة تخضع حالياً لسيطرة “الدولة الإسلامية”، التي حوّلت الكنيسة الأرمنية إلى مكتب لإدارة أعمالها ولنشر الشريعة، هذه الدولة الإسلامية نفسها التي احتجزت الأب باولو دال أوليو في تموز 2013 في الرقة واستملكت أرزاق المسيحيين بعد إحراقها أناجيلهم وكتبهم الدينية.