إذا قمت بذلك ولو مرة واحدة، ستكون قد اختبرت بالتأكيد كيف أن هناك أمر عجائبي في إعطاء “الدرهمين” الأخيرين. لا أتحدث هنا عن المال فقط، أتحدث عن الوقت، عن الصبر، عن البسمة… ولطالما تساءلت من أين يأتي هذا “الصيد العجائبي”؟ أعتقد أن أحد الأجوبة يأتي من واقع لاهوتي هام: فعندما نعطي كل شيء، نشبه الله بأكثر شكل ممكن، لأن الله هبة ذات كاملة ومطلقة. الله في كل هبة يعطيها يهب نفسه. وقد تعلمت ذلك القديسة تريز الطفل يسوع: “أن نحب يعني أن نُعطي كل شيء وأن نعطي ذواتنا”.
عندما نهب بهذا الشكل، نكون قريبين جدًا من حياة الله، الذي يمر في شوارع حياتنا وكياننا، وعندها يضحي الفرح طبيعيًا لأن “ملء الفرح هو أن نكون في حضور الله”، ويضحي الفيض طبيعيًا، لأنه “لدى مرور الرب تفيض النعمة”.