“بالقرب والحنان حقق يسوع ملكوته” هذا ما أعلنه البابا فرنسيس أمس أثناء القداس الاحتفالي بعيد المسيح الملك عند صباح الأحد 23 تشرين الثاني 2014 في ساحة القديس بطرس معلنًا قداسة ستة طوباويين من بينهم المطران جوفاني أنطونيو فارينا أسقف فيشنزا ومؤسس جمعية بنات القلبين الأقدسين. وقد أشار إلى “إبداعهم المذهل” للاستجابة إلى وصية محبة الله والقريب من خلال الاهتمام بالصغار والفقراء مما عكس مقياس محبتهم غير المشروطة لله. وحث البابا الجميع على اتباع خطاهم من هلال التمثّل بإيمانهم ومحبتهم.
وجاء في عظته: “تدعونا الليتورجية اليوم لنسمّر نظرنا بيسوع ملك الكون. وتذكرنا صلاة المقدّمة بأن ملكوته هو “ملكوت حقٍّ وحياة، ملكوت قداسة ونعمة، ملكوت عدل وحبٍّ وسلام”. وتظهر لنا القراءات التي سمعناها كيف حقق يسوع ملكوته في التاريخ وما يطلبه منا”.
وقال: “أولاً، كيف حقق يسوع الملكوت: من خلال القرب منا والحنان، إنه الراعي الذي تحدث عنه النبي حزقيال في القراءة الأولى. وكل هذا النص هو مكوّن من أفعال تشير إلى عناية الراعي ومحبته تجاه قطيعه فهو يفتقده وينقذه من التشتت، يرعاه ويربضه، يتَطلَّبُ المَفقودَةَ من الغنم وَيردُّ الشَّارِدَةَ ويُجبر المَكسورَةَ ويقوّي الضَّعيفَةَ ويحفَظُ السَّمينَةَ والقَوِّية، ويرعاها بِعَدل، وقال: هذه المواقف كلّها أصبحت واقعًا من خلال يسوع المسيح: “إنه بحق راعي الخراف العظيم وحارس نفوسنا”.
وتابع البابا ليقول: “يذكرنا الإنجيل بأن القرب والحنان هما قانون الحياة وعليه سنُحاسب. إنه مثل الدينونة الأخيرة (متى 25) سيقول الملك: “تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم: لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريبًا فآويتُموني، وعُريانًا فَكسَوتُموني، ومَريضًا فعُدتُموني، وسَجينًا فجِئتُم إِلَيَّ” (متى 25، 34- 36). فيجيبه الأبرار: متى فعلنا هذا كلّه؟ فيُجيبُهُمُ المَلِك: “الحَقَّ أَقولُ لَكم: كُلَّما صَنعتُم شَيئًا مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه” (متى 25، 40).
وأشار البابا: “إنّ الخلاص لا يبدأ بالاعتراف بملوكية يسوع وإنما بالاقتداء بأعمال الرحمة التي حقق من خلالها الملكوت. فالذي يعملها يُظهر بأنه قد قبل ملوكيّة يسوع لأنه قد أفسح في قلبه مكانًا لمحبّة الله. وفي مساء الحياة سنُحاسب على المحبة والقرب والحنان تجاه الإخوة. فيسوع بانتصاره فتح لنا ملكوته، لكن الدخول في هذا الملكوت متوقف على كل فرد منا، ابتداءً من هذه الحياة وذلك بالاقتراب الملموس من الأخ الذي يسأل الخبز والكسوة، القبول والتضامن. فإن أحببنا حقًا ذلك الأخ أو تلك الأخت ينبغي علينا أن نتقاسم معه أو معها أثمن ما لدينا أي يسوع نفسه وإنجيله”.