قبل بداية الذبيحة كانت كلمة لأمين سر شبيبة كاريتاس روي جريش شرح من خلالها هذه المبادرة فقال:
“حتى لا يكون الاستقلال مجرّد ذكرى، تطوى في صفحات تاريخ لبنان المجيد، ولكي لا نبقى في جمهوريةتتخبط وسط هذه العاصفة الهوجاء، المحيطة بنا من كل صوب، قرّرنا أن نحمل السلاح وندافع عن الحروب التي تحاك ضد لبناننا! وما سلاحنا نحن الشبيبة “عصب الكنيسة ورجاء الوطن” الاّ صلاة خاشعة، نرفعها بأصواتنا نحو العلاء، مطلقين صرخة مدوّية من “دار السلام” زحلة:
ايماننا، رجاؤنا ومحبتنا هذا هو استقلالنا!مبادرتنا اليوم كشبيبة كاريتاس اقليم زحلة، جاءت لتشدو السلام مع جنود العطاء في المجتمع، ففي عملنا اليوميّ مع الأكثر حاجة، ووقوفنا الى جانب المريض والمتألم والفقير والمهمّش، نجسّد رسالتنا لنصون لبنان ونرسمه رسالة مقدّسة للعالم…”
ثم أنشد الجميع النشيد الوطني اللبناني كفعل ايمان وتجديد الثقة بهذا الوطن وهم يحملون الشموع المضاءة على نية السلام.
كما شكر المطران درويش شبيبة كاريتاس على مبادرتها للصلاة لاجل السلام وقال:
ارادت كاريتاس مشكورة أن نقيم هذا القداس على نية السلام في لبنان وبمناسبة عيد الاستقلال، فالسلام الحقيقي يأتي من الله وعبثا يتعب الإنسان في فرض سلام قائم على المصالح الخاصة أو قائم على مصالح الشعوب وكما يقول صاحب المزمور 127 “إن لم يبن الرب البيت فباطلا يتعب البناؤون” إن السلام يملأ كل قلب يجعل الرب يسوع المسيح مسكنا له.
وكاريتاس تعمل باسم الكنيسة وهي أداتها في عمل الخير وإقرار الحق والعدالة بين الناس. ولا ننسى ابدا أن العمل مع الفقير والمحتاج هو بركة ونعمة لنا، ولا ننسى أيضا أن الفقر الحقيقي واسوأ فقر هو عدم معرفة يسوع المسيح كما كانت تردد الأم تيريزيا “وأنه إن فتحنا أعيننا ونظرنا حولنا، سنرى أن الناس من جميع أنحاء العالم يفتقرون إلى الله”.
وإذا ما نظرنا حولنا في زحلة لرأينا أن الناس يزدادون فقرا والشباب لا يجدون عملا والبطالة ترتفع لاسيما بين الشبيبة، لذلك علينا أن نتبنى سياسة سخية حوال هؤلاء الذين يفتشون بكرامة عن لقمة عيشهم وعن حياة كريمة.
لذلك نحن ننتظر من السياسيين والاقتصاديين أن يساعدوا شبابنا على إيجاد فرص عمل جديدة كما أنا نهيب بالسياسيين أن يأخذوا قرارات شجاعة تصب في المصلحة العامة، والشجاعة تكمن في أن أتلاقى مع الآخر لا أن ننتقده عبر إعلامنا. الشجاعة هي سعي دائم للمصالحة وليس للتجاذب، هي أن نتخلى عن مصالحنا الشخصية وأن نعمل معا لنجد الحلول لأزماتنا. الشجاعة هي أن نختار الحق والمحبة والانفتاح والتضامن.
وفي ختام القداس، كانت كلمة للآنسة ماريا حاكم شكرت من خلالها كل من يضحّي ويبذل من ذاته في سبيل وحدة لبنان. وكرّمت الشبيبة المطران درويش بباقة ورد، كذلك منسق الشبيبة في البقاع الأب أومير عبيدي والآنسة جوزفين حداد والسيدة هدى حداد ورئيس واعضاء الاقليم في زحلة بلوحة تذكارية تحمل قول للأم تريزا وأسماء أعضاء الاقليم للعام 2014 و 2015 الى جانب الصليب الكاريتاسي.