على متن الطائرة البابوية وفي طريق العودة من ستراسبورغ، حيث تلا قداسة البابا فرنسيس كلمة على مسامع أعضاء البرلمان الأوروبي ومجلس أوروبا، كان الصحافيّون على موعد مع مؤتمر صحافي لقداسته، تطرّق خلاله إلى مواضيع مهمّة، فنّدها في قسمين. وقد نشر موقع “كراكس” الإلكتروني مقتطفات مما جاء في كلمة البابا.
في القسم الأوّل، عبّر البابا عن رأيه حيال الإرهاب في كلّ أشكاله. فعلى الرغم من كون الدولة الإسلامية ومجموعات أخرى تمثّل تهديداً حقيقياً، إلا أنّ هذا التهديد لا يقلّ أهميّة عن “إرهاب كلّ دولة تشعر بأنّه يحقّ لها – وبدون إجماع دوليّ – قتل الإرهابيين، الذي يولّد بدوره فوضى من مستوى آخر”. ولم يستثنِ البابا دولة في حديثه، لكنّه تكلّم بحذر عندما ذكر الضربات العسكريّة ضدّ الدولة الإسلامية ومجموعات إرهابية أخرى، سواء كانت بأمرة الولايات المتّحدة أو أيّ دولة أخرى. فهو الذي كان قد قال في آب الماضي في نهاية رحلته إلى كوريا الجنوبيّة إنه “من الشرعيّ وضع حدّ لأيّ معتدٍ ظالمٍ”، واعتبر بعضهم هذا القول موافقة بابوية محدودة على أعمال الولايات المتّحدة. ومع أنّ الحوار مع الدولة الإسلامية يبدو شبه مستحيل بالنسبة إلى البعض، أكّد البابا أنّ “باب الحوار مفتوح دائماً” بالنسبة إليه.
من ناحية أخرى وفي القسم الثاني من كلمته، قال الحبر الأعظم إنه تلقّى مؤخّراً اتهامات ضدّ العديد من الكهنة الكاثوليك في إسبانيا، وهي اتّهامات كان بنفسه المساهم في إطلاقها، لكنّ “الحقيقة هي حقيقة، ويجب علينا ألّا نخفيها”. وفي السياق نفسه، ذكر الإعلام الإسباني أنّ الفضل يعود للبابا بلعب دور في فضح شبكة للتحرّش بالأطفال ضمّت 10 كهنة على الأقلّ في غرانادا، إسبانيا. وبحسب موقع “كراكس”، كان المدعو “دانيال” قد راسل البابا بشأن تحرّش وقع ضحيّته وطلب نصيحته. فأتى ردّ البابا فرنسيس “اذهب غداً إلى الأسقف. لقد كتبت إليه ليبدأ بعمله وبالتحقيق”. وبالفعل، أجري تحقيق من قبل الشرطة وأنزِلت التدابير التأديبيّة بالكهنة المتّهمين. وبالعودة إلى ملاحظات قداسته حول فضائح التحرّش، فقد نتجت عنها مراجعات متفاوتة. فلجنة مكافحة التحرّش التي أوجدها البابا تعمل على العديد من النطاقات، فيما ورد في “بوسطن غلوب” هذا الأسبوع أنّ من سمّاه البابا لتعزيز العدالة في مجمع عقيدة الإيمان، وهو المُخوّل النظر في قضايا التحرّش، كان ممّن غطّوا متحرّشاً سيّىء السُمعة.
وفي أعقاب كلمة الحبر الأعظم في البرلمان الأوروبي ومجلس أوروبا والمتضمّنة آراءه حول المهاجرين والعاطلين عن العمل ومسائل بيئية، والاتجار بالبشر الذي “يجب عدم التعامي عنه”، كما انتقاده عبادة الثروة التي لم تعد تُحتمل، سُئل قداسته إن كان “بابا الديمقراطية الاجتماعية”. فأجاب بأنّه لا يمثّل أيّ حزب سياسي بل يمثّل “رسالة الإنجيل” و”تعاليم الكنيسة الاجتماعية”.