البابا فرنسيس: "لا تستسلموا لليأس بل ابقوا رؤوسكم مرفوعة"!

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

“حتى في أحلك الظروف، على المسيحي ألاّ يستسلم لليأس” هذا ما أكّده البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته الصباحية في دار القديسة مارتا محذرًا من أنّ “الفساد” و”اللامبالاة” يبعداننا عن الرب.

استوحى البابا عظته من قراءات اليوم بحسب الطقس اللاتيني من رؤيا القديس يوحنا الذي يتحدّث عن بابل ومن إنجيل القديس لوقا (21: 20-28) الذي يتحدّث فيه يسوع عن أورشليم. وشدد البابا على أنّ هاتين القراءتين تحدثاننا عن نهاية العالم وأشار إلى أنّ انهيار هاتين المدينتين بابل وأورشليم يتمّ لأسباب مختلفة. “بابل هي رمز للشر والخطيئة والفساد” (“صارت موطنًا للشياطين وملجأ لجميع الأرواح النجسة وجميع الطيور النجسة الممقوتة”) محذرًا من تراكم الخطيئة التي تفقدنا القدرة على الاستجابة فنعفن إذ “الفساد يمنحك الشعور بالسعادة لوقت قليل ويجعلك تشعر بالقوة والارتياح أيضًا مع نفسك فلا تعود تترك مجالاً للرب حتى تهتدي” وتابع البابا بأنّ كلمة “الفساد” لا تندرج في لائحة الاقتصاد فحسب لا بل هي أيضًا ترتبط بخطايا مختلفة بروح من الوثنية وبروح الدنيوية. “إنّ أسوأ شكل للفساد هو روح الدنيوية!”

وأشار البابا: “إنّ هذه “الثقافة الفاسدة” تجعلك تشعر كأنك في السماء” وتابع بأنّ رمز بابل هو كل مجتمع وثقافة وشخص بعيد عن الله، وبعيد عن محبة الآخر فينتهي بالتعفّن. أما أورشليم فتسقط لسبب آخر” أورشليم هي عروس الرب ولكنها لم تتنبّه إلى زيارة عريسها، “لقد سببت البكاء للرب”: “بابل تسقط بسبب الفساد وأما أورشليم فبسبب لامبالاتها، لم ترحّب بالله الذي أتى لنجدتها. لم تشعر بأنها بحاجة إلى الخلاص. لقد كانت تملك كتابات الأنبياء وموسى وهذا كان كافيًا… لم تترك مكانًا للخلاص! لقد أغلقت بابها أمام الرب! إنّ الرب كان يقرع على بابها ولكنها لم تكن تنوي أن تستقبله وأن تصغي إليه وأن تدعه ينقذها! وهكذا سقطت…”

وأشار البابا إلى أنّ هذين المثالين يجعلاننا نتأمل بحياتنا الخاصة: هل نحن فاسدون ومكتفون بذاتنا مثل بابل؟ أم غير مبالين مثل أورشليم؟ وتابع البابا ليؤكّد على “رسالة الكنيسة في هذه الأيام التي لا تنتهي بالدمار ففي النصين نجد وعدًا بالرجاء. يسوع يسألنا أن “ننتصب قائمين ونرفع رؤوسنا لأنّ افتداءنا يقترب” وعلينا أن ننتظر ذلك بصبر”.

وختم قائلاً: “عندما نفكر في نهاية الأزمنة مع كل خطايانا وتاريخنا، فلنفتكر بالوليمة التي ستقدّم لنا بمجانية ونرفع رؤوسنا. لا تستسلموا لليأس: بل آمنوا بالرجاء! إنّ الواقع قبيح: يوجد العديد من الناس الذين يعانون؛ يوجد العديد من الحروب والكثير من الحقد والحسد والدنيوية والكثير من الفساد! نعم، هذا صحيح! كل هذا سيسقط! فلنسأل الله نعمة أن نتحضّر للوليمة التي تنتظرنا، مبقين رؤوسنا مرفوعة دائمًا!”

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير