زينيت: هل يمكنك أن تخبرنا قليلاً عن نفسك وعن الدراسات التي قمت بها حول الإبادة الأرمنية وبيوس الثاني عشر؟
هيسيمان: لقد عملت على موضوع البابا بيوس الثاني عشر في خلال السنوات العشر الأخيرة وحاولت أن أفهم دوافع “الصمت” المزعوم في أثناء محرقة اليهود وكل الإجراءات التي قام بها من أجل حماية الكثير من اليهود التي بدت لي متناقضة. ما من شك في أنّ اليهود كانوا عزيزين على قلبه ومهمين بالنسبة إليه إنما لمَ لم يحتجّ عندما علم بمصيرهم؟ هذه كانت المسألة التي أردت أن أحلّها.
في الواقع، إنّ أوجينو باتشيللي، قبل أن يصبح فيما بعد البابا بيوس الثاني عشر، كان يملك تاريخًا طويلاً في خدمة الديبلوماسية في الفاتيكان شاغلاً في بادىء الأمر منصب أمانة السر وسفيرًا بابويًا لمدة 12 عامًا في ألمانيا وأمين سر لمدة تسع سنوات في عهد البابا بيوس الحادي عشر. وعندما سُمح لي بصفتي مؤرّخ لدراسة ملفاته في أرشيف الفاتيكان، وجدت العديد من الملفات التي تتحدث عن الإبادة الأرمنية ما بين العامين 1915 و1916 مما أثار حشريتي. ولمعرفة المزيد، بدأت أتعمّق أكثر في الموضوع ووقع نظري على حوالى 2000 صفحة تتحدّث عن الجريمة الأفظع التي ارتُكبت في الحرب العالمية الأولى.
ما كان رد البابا على الإبادة الأرمنية؟
في الواقع، استمرّ البابا بندكتس الخامس عشر يبذل كل ما بوسعه وذكر في 6 كانون الأول 1915 كل الشعب الأرمني الذين أُرسلوا إلى الإبادة. في العام 1918، عندما سحب الروسيون قواتهم من الشمال الشرقي لتركيا وبينما كانت تستمر المجازر بحق الأرمن، أرسل البابا بندكتس رسالة أخرى إلى السلطان (كان قد أرسل واحدة مع بداية الإبادة ولكنه لم يحصل على أي جواب منه بل ازداد الأمر سوءًا) ولم ينجح مرة أخرى. لقد فهم أنّ الاحتجاجات العلنية لم تفلح وكان لها ردود فعل عكسية أثارت غضب المعتدي.
– يتبع –
***
نقلته إلى العربية (بتصرّف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.