في حوار معه تحدث البطريرك برتلماوس عن اللقاء الذي يطمح اليه مع البابا فرنسيس مشيرًا الى أنها المسيرة التي أرادها يسوع المسيح فأسلافهما قد أطلقوا الحوار اللاهوتي بين الكنيستين والبابا فرنسيس يسير اليوم على هذه الخطى وذلك بحسب ما نشره موقع أفينيري الإيطالي. سئل البطريرك إن كان هذا اللقاء يفتح آفاقًا جديدة في الحوار الكاثوليكي الأرثوذكسي فأجاب أن البابا ومنذ انتخابه يتجه نحو تحقيق الوحدة والتلاقي مع الإخوة من أجل شهادة موحدة وهذا اللقاء بالطبع سيفتح آفاقًا جديدة لا تتعلق بالماضي فحسب بل هي مطهرة بنور الإنجيل وتقاليد الكنيسة.
تمددت الروح الدنيوية بين الكنيستين وأدت الى الإنقسام بينهما ويجب أن “تشفى” هذه العلة من خلال الروح القدس لأن جسد المسيح لا ينقسم. “الكنيسة لا تشع بنورها الخاص بل بنور المسيح وهي مشبّعة بنور المسيح الإلهي الذي هو النور الحقيقي الوحيد للروح”، ووفاء لهذا النور، عاشت الكنيسة الأولى عظمة المجامع المسكونية كحقيقة مبنية على الحضور الحي للمسيح. على الكنيسة أن تسير على طريق المسيح، وتعيش في المسيح الذي يهدي أبناءه ولذلك عاشت الكنيسة في الألفية الأولى وحدة عميقة تشبه الى حد ما سر الزواج.
أضاف البطريرك وبحسب الموقع عينه أننا وإن اطلعنا على الوحدة التي كانت تعيشها كنيستنا في الألفية الأولى قد نتساعد في تخطي الصعوبات الجذرية اليوم التي تتواجد بين الكنيستين، علينا أن نكون رفقاء أمناء لأفكار المسيح. الوحدة المسيحية هي قبل كل شيء عطية من الله ونحن نعيشها من خلال اتباع المسيح وهي ليست تضامنًا بين المسيحيين ضد عدو موحد كما يحلل البعض، بل هي فعل أمين لكلمة الله.
يعيش المسيحيون في الشرق اليوم معاناة كبيرة واضطهادات سئل عنها الطريرك فأجاب بأن الكنيسة دفعت ثمنًا باهظًا من الدم منذ القدم الى يومنا هذا وهي تتأثر اليوم بكل ما يعيشه أبناؤها وكما يقول البابا فرنسيس نحن نعيش اليوم مسكونية دماء وهذه الدماء بذلت على مذبح الرب من أجلنا جميعًا كي نخلق شهادة مسكونية أمام الجميع.أما عن الوضع السياسي في عهد أردوغان فقال أنه شهد تحسنًا إيجابيًّا بخاصة في موضوع الحرية الدينية فقد سمح بممارسة القداديس في الأماكن التاريخية للمسيحية كما سمح بإعادة إعمار ما تهدم من أماكن أثرية للكنائس وبقي الكثير للقيام به.
أخيرًا وعن أمنيته الخاصة قال أن الله يسهر لكي في المستقبل القريب تجتمع الكنيستين في الحياة السينودسية للأخرى لمجد الله في هذا الثالوث الحي غير المنقسم.