كان ذلك المعهد من أهم الأماكن لتعلم ثقافة العالم الأرثوذكسي وقد أثر إقفاله سلبًا على العالم المسيحي وخفض من فرص استقبال إكليريكيين كي يتحضروا للكهنوت. في هذا الإطار عبّر البيدوفوروس لامبرينياديس المتروبوليت الأرثوذكس في البورسة عن ضرورة إعادة فتح المعهد قائلا بأنه ليس أكاديمية عسكرية بل معهد لاهوتي! مصرًّا على ضرورة إعطاء فسحة حرية للمسيحيين في تركيا .
أكد المتروبوليت أن المسيحيين يسعون للتحدث باسم الجميع في تركيا ولكن معهد اللاهوت مكان أساسي يجب أن يكون مفتوحًا ليسنح لهذه الفرصة، مشيرًا الى أن زيارة البابا الى تركيا ولقائه مع القادة الدينيين هناك هو إثبات للنية المتبادلة من الطرفين للحفاظ على حوار السلام والتفاهم.
من ناحية العلاقة بين الكاثوليك والأرثوذكس ومدى تأثرها بلقاءات البابا مع البطريرك برتلماوس فقال أن الدعم المتبادل أثر في الأبرشيات وفي تركيا اتحد المسيحيون ليكتبوا كتابًا يتوجهون فيه الى المسلمين والسلطات المحلية بصوت واحد على مثال ما فعله البابا والبطريرك. تحدث المتروبوليت أيضًا عن الأهمية التي يمثلها معهد هالكي للاهوت وصرح بأن إقفاله يؤثر بطريقة سلبية على الأرثوذكس الذين لا يستطيعون أن يتجددوا من خلال إطلاق دفعة جديدة من الكهنة بل يجبرون على إرسال الإكليريكيين الى معاهد أخرى في الخارج ولربما لا تتطابق أحيانًا مع المفاهيم السائدة في البلد.
أما عن نية السلطات الفاعلة تجاه هذا المعهد فقال أنه من غير المنطقي أن تجعل حكومة ديمقراطية مواطنيها “سجناء” وتنادي بحقوق شعب بلد آخر: “نحنلا لسنا بسائحين أم بلاجئين، نحن من المواطنين التركيين ونأمل أن يتم التعامل معنا انطلاقًا من هذا المبدأ.” هذا وعاد وأكد أن افتتاح المعهد لا يشكل أي خطر على سياسة أردوغان وقال متعجبًا أنه ليس أكاديمية عسكرية بل هو معهد يدرّس اللاهوت فكيف قد يؤثر ذلك على الدولة بشكل سلبي ولكنه أكد أن الجميع سينتظر كل الوقت اللازم لإعادة افتتاحه حتى ولم يتم ذلك “في أيامه.”
سئل المتروبوليت عن إمكانية سعي الدولة الى خنق البطريركية المسكونية فأجاب أنه هناك عدة قيود فعلى سبيل المثال، بموجب القانون، خليفة برتلماوس يجب أن يكون مواطنًا تركيًّا. كيف يمكننا ضمان هذا بغياب معهد للاهوت؟ العديد من الروم الأرثوذكس الذين ولدوا هنا غادروا تركيا في السبعينيات. فكيف يمكن تعيين قائد روحي مع قيود كهذه؟ وهنا قدم مثلا عن بطريرك الإسكندرية قائلا أن هذه القيود غير موجودة في مصر وحين ينتخب خليفة القائد الروحي تمنحه الحكومة الجنسية على الفور.
أخيرًا وفي إجابة منه حول إمكانية مساعدة العالم لهم قال: ” بما أننا كنيسة جامعة مقرها تركيا، فأية مشاكل أو مخاطر قد نواجهها تنعكس للعالم كله. نحن سعداء أن إخواننا وأخواتنا في جميع أنحاء العالم يتتبعون حقوق الإنسان في تركيا، وقادة العالم، حين يحلون كضيوف على تركيا، يزورون قداسته. أما المجتمع الدولي فيقوم بما فيه الكفاية من أجلنا وهذا يسعدنا…”