التقى البابا فرنسيس في محطته الأخيرة في تركيا بخمسين شابًا وصبية من بينهم مهجّرين آتين من العراق وسوريا وبلدان أخرى من الشرق الأوسط وأفريقيا. وأكّد البابا للشبيبة بأنه يتشارك معهم آلامهم ويأسف للظروف السيئة التي تُجبر العديد من اللاجئين على عيشها.
وجاء في رسالته الموجّهة إلى الشبيبة بأنه يأمل أن تقدّم زيارته بنعمة من الله أن بعض التعزية في ظلّ هذه الظروف الصعبة وقال: “إنّ لاجئين مثلكم غالبًا ما يجدون أنفسهم يائسين فيبحثون عن مأوى لائق ورعاية صحية وعلم وعمل. عليهم أن يتخلّوا عن كل ممتلكاتهم المادية والأكثر من ذلك عن حريتهم وقربهم من عائلتهم وأرضهم وكل عاداتهم الثقافية. إنّ هذه الظروف المهيمنة التي يضطر فيها العديد من اللاجئين إلى عيشها هي غير مقبولة! لهذا السبب، علينا أن نقوم بالمستحيل من أجل أن نقضي على الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الحالة.
إنني أناشد بالمزيد من التعاون الدولي من أجل حل النزاعات التي تسبب سفك الدماء في أوطانكم، لمواجهة الأسباب التي دفعت الآخر لمغادرة وطنه ومن أجل تحسين الظروف حتى يبقى الناس في أرضهم أو ألاّ يغادروها. أنا أشجع كل من يعمل بسخاء وثبات من أجل تحقيق العدالة والسلام وألا نفقد المحبة. أنا أطلب من كل القادة السياسيين أن يتذكّروا دائمًا أنّ الغالبية الساحقة لهؤلاء الناس تطمح إلى السلام حتى لو إنهم يفقدون في بعض الأحيان القوة والصوت للتعبير عن ذلك.
إنّ العديد من المنظمات تبذل جهدًا كبيرًا من أجل اللاجئين. وأنا ممتن كثيرًا للعمل الصالح الذي يقوم به العديد من المجموعات الكاثوليكية التي تقدّم المساعدة السخية لكل من هم بحاجة من دون أي تمييز. كما أودّ أن أعبّر عن امتناني الكبير للسلطات التركية لكل الجهود الكبيرة التي تبذلها من خلال مساعدة اللاجئين بالأخص السوريين منهم والعراقيين وللاستعداد الدائم من قبل السلطات التي تحاول تلبية حاجاتهم. أنا أتمنى ألاّ ينقص الدعم اللازم الذي أرجو من المجتمع الدولي أن يقدّمه”.
وختم البابا: “أيها الشباب الأعزاء، لا تفقدوا الشجاعة. مع عون الله، تابعوا بأن تأملوا لغد أفضل بالرغم من كل المصاعب والعقبات التي تواجهونها في الوقت الحالي. إنّ الكنيسة الكاثوليكية هي إلى جانبكم بالأخص من خلال العمل الذي يقدمه الساليسيون. كذلك تقدّم لكم الكنيسة الفرصة لكي تسعوا إلى إكمال تعليمكم وتنشئتكم بالإضافة إلى أشكال أخرى من المساعدة. تذكّروا دائمًا أنّ الله لا ينسى أولاده بالأخص من هم الأصغر والأضعف، فهم الأقرب إلى قلب الآب”.
ثمّ عبّر البابا في الختام عن صلاته على نيتهم حتى لا يترددوا يومًا من إعلان العدالة والأمن والسلام وأن يقوموا بذلك من خلال العمل بطرق واضحة وفعالة. وأكّد بأنّ الكنيسة ستكون دائمًا إلى جانبهم من خلال منظماتها الاجتماعية وستقوم بمتابعة قضيتهم أمام كل العالم.