بالصلاة والتأمل يجعلنا نكتشف ما كان يجول في قلب أمه مريم، وفي عقل يوسف، وماذا فكرت الملائكة من فوقه.. وماذا فكر الملك هيرودس ورؤساء الكهنة والفريسيون وأهل أورشليم….. وفوق الكل،، فكر الخالق العلي القدير وهو ينفذ خطته الخلاصية وهو ينظر إلى الطفل يسوع… يا لها من أفكار سامية وعجيبة؟..
أما بيت لحم فلا أُبالغ إذا قلت إنها بالحقيقة مسقط رأسنا، لأن المسيح هو بالفعل رأسنا؛ رأس الكنيسة، بل رأس الخليقة الجديدة كلها، آدم الثاني. فإن كانت جنة عدن قديماً هي مسقط رأس آدم الأول، فبيت لحم تستحق بأن تكون جنة عدن الجديدة.
إن هذا الأمر واضح منذ أن دخل الملاك جبرائيل إلى مريم في الناصرة وبشرها، ودعاها إلى أن تفرح بمجيء المسيح قائلا : “افرحي يا مريم”…إن تاريخ البشرية نفسه يتوجه نحو البشارة. ذلك لأنه إذا كان مخطط ألآب هو أن يجمع كل شيء في المسيح، فإن الكون كله قد حظي بالعطف الإلهي عندما مال الله ألآب إلى مريم لتكون أم ابنه. والبشرية كلها بدورها قد أطاعت الله في طاعة مريم التي لبَّت بسرعة إرادة الله.
أما ميلاد الطفل الإلهي في بيت لحم فقد غمرته البهجة عندما أنشدت له الملائكة، ولقي به الرعاة البشرى بفرح عظيم.
وما أجمل ترانيم أفواهنا إزاء سرّك العظيم، سر لا يقدر أن يفهم عظمته إلا من كان يتمتع بقلب طفل
“فيا أيها السيد، أنت القائل، افتح فمك وأنا أملأه، ها هي شفتاي وروحي مفتوحة أمامك، فأملأها يا سيد من حكمتك، لكي ما انشد لك ” نشيد مجد “.
نصلي ونرتل معا :
ليلة الميلاد يمحي البغض
ليلة الميلاد تدفن الحرب
ليلة الميلاد تزهر الأرض
ليلة الميلاد ينبت الحب
1. عندما نسقى عطشانا كأس ماء
عندما نكسى عريانا ثوب حب
عندما نجفف الدموع من العيون
عندما نملأ القلوب بالرجاء
نكون في الميلاد
نكون في الميلاد
نكون في الميلاد
نكون في الميلاد
2. عندما اقبل رفيقي دون غش
عندما تموت في روح الانتقام
عندما يزول من قلبي الجفاء
عندما تذوب نفسي في كيان الله
نكون في الميلاد
نكون في الميلاد
نكون في الميلاد
نكون في الميلاد